لقائنا إن شاء
الله اليوم بعنوان ست خطوات لتربية ابنك وهذه الست خطوات أردنا بها تلخيص المهمة
التي يجب أن نقوم بها اتجاه تربية الأبناء، يعني سأتكلم عنك أنت كأم والأفعال التي
يجب عليك القيام بها من أجل تربية الأبناء؛ يعني لن أتكلم عن تصرفات وأحوال
الأبناء، سأتكلم عن تجهيز نفسي كأم لتربية الأبناء .
لأن نحن دائما نركز على حل المشكلة الآن مع الطفل، تحدث مشكلة وأركز
في حلها بدون ما أتصور أنه أنا المفروض يكون عندي شيء كثير من الاستعداد والأعمال
التي أقوم بها لنفسي ثم ماذا يحصل ؟ انعكاس هذه
الأعمال، وسيكون تربية الأبناء تربية كما ينبغي، ولما ندخل في التفاصيل سوف
تتصوروا إن شاء الله المسألة ،سأذكر كل الستة مرةً واحدة ثم نتناقش فيها :
1- تعلمي يتعلم منك .
2- استعيني ينتفع بك، عبادة الاستعانة .
3- أخلصي يُبارك لك، يعني أخلصي في مقصدك
ماذا تريدين من تربية هذا الابن .
4- اعملي يقتدي بك.
5- ادعي له يَلِن لك.
6- اصبري يقبل منك، يقبل منك يعني على
المدى الطويل المقصود.
لاحظي في كل السِّت خطوات الكلام لِمن ؟
للأم؛ وهذا دائما الذي ينقصنا في التربية، دائماً تفكيري في الطفل وماذا
يجب أن أعمل له،وفي الحقيقة أنا المفروض كأم يجب أن يكون لي بناء خاص بنيتهُ، ثم
سيأتون هؤلاء الأبناء انعكاس و تأثر لبنائي الخاص، نبدأ بـــ:
1-تعلمي يتعلم
منك :
طبعا تعلمي هذه كلمة واسعة لكن المقصود أنك تريدين أن تربي شخص ، ونحن
الآن نريد أن نحدد هدفنا لكي نرى ماذا سنتعلم، أنت تريدي أن تربي هذه البِذرة التي
أنعم الله بها عليك لتكون نعمة حقيقية في الدُّنيا والآخرة ،حتى إذا انقضي عمرك
الذي كتب لك؛ لا ينقطع عملك، يعني أنا أربيه الآن لأن لي عمر محدود في الحياة، لكن
أُعطيتِ فرصة أن مع انتهاء عمري المحدود، لكن لا ينقطع عملي .
كيف
لا ينقطع عملي ؟ ببقاء هذا الابن عابد، ساجد، مصلي، صائم، متقرب إلى ربه؛
سيعود عليَّ هذا كلهُ، ثم لا تسأل عن دعاؤه لأبويه وهم في ظلمة القبر كيف سيكون
نور لهما كل هذا أمريجب أن يكون على بالنا، وهذا هو مقصدنا .
ماهو مقصدنا
الآن ؟
طبعا هناك مقاصد كثيرة لكن أهم مقصد عندنا: أن يبقى هذا امتداد
لحسناتنا فإذا كنت تريدين أن يكون امتداد لحسناتنا أكيد ستربيه نوع تربية معين،
والمقصود أنك تريدين أن تربيه مستقيما صالحا مباركا سائِلا عابدا هذا الذي نريده.
يأتي هنا السؤال:
ماذا أتعلم
ليتعلم مني؟
أولاً، نريد أن نتصور النفس الإنسانية من المصادر الشرعية، يعني أنا
عندما أبليت بهذا الابن الذي أعطاني الله إياه ماذا أفعل به ؟! إذا نفسي أنا في
أحيان كثيرة لا أستطيع أن أحملها على الاستقامة كيف أستطيع أن أحمل غيري على
الاستقامة ؟! من المؤكد أننا نشعر أن هذا
الأمر ليس بأيدينا، لكن الله تعالى لما ابتلاك بهذا ما تركك سُدى، إنَّما في
الحقيقة لما ابتلاك أعطاك المؤهلات عند الطرف الثاني التي ماذا تفعل بِك؟ تساعدك على التربية سيتبين لكم هذا الكلام لمَّا نذكر
المثال الذي سنذكره الآن، لمَّا نأتي إلى آية سورة النور في قوله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ
نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا
شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ
نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} ما علاقة هذه الآية بكلامنا
عن التربية وكلامي عن التَّعلم ؟
سنقول : أن أول شيء تتعلميه؛ النفس الإنسانية عبارة عن ماذا؟ والهداية
هذه عبارة عن ماذا بالنسبة للنفس الإنسانية ، ومن أين ستأتي؟
فلمَّا ننظر إلى هذا المثل الذي ضربه الله، أولاَ يجب أن نفهم المثل
ثم على أساسه يكون ماذا يجب عليها أن نعتقد ونتعلم، المثل الله تعالى يقول فيه {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني هو سبحانه وتعالى نورها الحسي والمعنوي،فهو
الذي بنوره أضاء العرش وأضاءت السماوات وأضاء كل شيء، وهو الذي بنوره سبحانه
وتعالى الذي وهبه لعباده انتفعوا بالقرآن، فقرآنه نور وما يقوله الرسل نور.، إذاً
هذا نور حسي وهذا نور معنوي.
مَثَل نوره في قلب المؤمن مِثل
المشكاة ، المشكاة عبارة عن ماذا ؟ مِثل الكُّوة
التي تُفتح في الجدار الغير نافذة يعني مثل الشباك لكن لا يوجد له فتحه على الخارج
لكن يضعون فيه المصباح؛ هذه هي الكوَّة ، مشكاة يعني كأنها فتحة في الجدار إلى
الداخل، تجويف لكنه مغلق ويضعون في المصباح ، المهم هذه المشكاة فيها مصباح،و
المصباح هذه كلمة تُطلق على الفتيلة وهي مشتعلة،و المصباح هذا في زجاجة، كيف وُصِفت الزجاجة ؟ كأنها كوكب دري من شدة صفائها
ولمعانها؛ الآن أنت لما تعرفي المصباح سوف تعرفي أنه يتكون من ثلاث أشياء :-
1)
من الفتلية التي فيها النار .
2)
ومن الزجاجة.
3) ومن الزيت.
فوصفت لكِ الفتيلة أنها مشكاة فيها مصباح، المصباح هذا في أي زجاجة من أي نوع ؟ كأنها كوكب الدري من شدة صفائها ، ثم الزيت؛ وُصِفت
شجرته أنها زيتونة يعني من الزيتون؛ لا شرقية ولا غربية يعني الشمس لا تأتيها فقط
وقت المشرق أو وقت المغرب فقط، بل في كل الأوقات تأتيها فهذا يزيد صفائها ويزيد
قوة إضاءتها.
إذاً مصباح يعني
شعلة نار وهذا في زجاجة يعني وصفت بشدة الصفاء ثم زيت صافي حتى أنه يضيء لو لم
تمسسه نار، ولك أن تتصوري هذه الصورة ما معنى أنه يضيء
ولو تمسسه نار ؟ يعني لو وضعت هذا
الزيت في زجاجة بدون نار ثم وقعَت عليه الشمس ترين إضاءة؛ من شده صفائه، يعني أنه
منفذ للضوء.
الآن هذه الصورة المادية المحسوسة التي توصف في شدة الإضاءة هي مثل
نور الله في قلب المؤمن؛ كل هذا مَثل لنور الله في قلب المؤمن، دعونا نرى الآن
عندي ثلاث عناصر في المثَل عندي المصباح الذي هو الفتيلة المشتعلة وعندي الزجاجة
الصافية وعندي الزيت الصافي ، ماذا يُمثل هؤلاء الثلاثة؟
لما تفهموا ماذا يمثل سوف
تفهموا لماذا يبتدئ درس التربية بها :
-فأنت تجدي أن الزَّيت الصافي هو فطرة الإنسان الذي فطر الله عليها
العباد بمثابة الزيت الصافي الذي يكاد يضيء لو لم تمسسه نار، يكاد يعرف الحق حتى
لو ما جاءه علم ،إذاً هذا الزيت.
- وأما الزجاجة فهي قلبه الذي لم يتعرض بعد للشهوات والشبهات.
- وأما الفتيلة فهي نور
العلم والإيمان الذي من المفروض أن أشعِله أنا في قلب الطفل.
يعني المثل ضُرب في كتاب الله
لنور الإيمان في قلب المؤمن فوصف قلب المؤمن مثل الزجاجة ؛ قال تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ
نُورِهِ} يعني في قلب المؤمن {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} مصباح: يعني فتيلة مشتعلة {الْمِصْبَاحُ
فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}
هذه الزجاجة التي كأنها كوكب دري هي قلب المؤمن ثم وصف الزيت أنه {مِن شَجَرَةٍ
مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا
يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} هذا
عبارة عن فطرة هذا المؤمن، هذه الفطرة سوية وهذا القلب صافي ماذا يحتاجان ؟ يحتاجان إلى جذوة، إلى نار ، نار العلم
والإيمان فإذا اشتعلت نار العلم والإيمان انتفعت بالفطرة السوية وانتفعت بالزجاجة
الصافية ؛فلا تسأل عن شدة نورها وشدة الإضاءة التي تتبعها وعلى قدر هذه الإضاءة
يمشي المؤمن في نوره يوم القيامة يعني نور المؤمن كما ورد في الحديث في وصف النور
يوم القيامة أن العباد يتفاوتون في النور في وصفهم أن العباد مثل الشمس إلى حد أن النور
ما يكون إلا في إصبع القدم، وهذا كله على حسب ما في قلب الإنسان من إيمان .
على كل حال ما هو مقصدنا ؟ مقصدنا أن
تبدئي بالخطوة الأولى نحن اتفقنا أننا عندنا ست خطوات لتربية الأبناء وهذه ست
خطوات مقصدي فيها الكلام عن الأم وليس الكلام عن الطفل؛ يعني أنا متى أصلح أن أكون
مربي لأن نحن دائما نناقش لو فعل الطفل كذا لو عمل كذا أنا ماذا أفعل، نحن الآن
نناقش المسألة بالعكس نقول أنت كأم المفروض تتجهزي لهذا الدَّور سواءً قبل الدخول
إلى هذا الدور أو في أثنائه، المهم افهمي أن عليك دور يجب التجهز له بدأنا في أول
خطوة قلنا تعلمي يتعلم منك .
ماذا تتعلمين ؟
تعلمي أولاً النفس الإنسانية ، يعني أن النفس الإنسانية عبارة عن ماذا
كما وصف الشرع ولكي نتعلمها أخذنا آية سورة النور وكيف أنَّ الله مَثَّلَ نوره في
قلب المؤمن كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة إلى آخره ، اتفقنا أن هذا المَثل
يوصف فِطرَتك وهو الزيت الصافي الذي يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار لأن شدة صفاء
الفطرة إذا بقيت على صفائها تنفع صاحبها النفع الشديد؛ ثم ذاك القلب الصافي
الزجاجة؛ ثم أنت ما هو دورك الآن؟ تأتي بهذه الجذوة ماذا هي هذه الجذوة ؟ جذوة
العلم والإيمان .
فأنت الآن أصبح
دورك أنك تتعلم لكي تبث في قلبه العلم فلما تبث في قلبه العلم ماذا يحصل ؟ يستفيد
هو من زيته وهو الفطرة السليمة ويستفيد أيضا من قلبه الصافي فأنا دوري
فأنا عندما آتي وأقول لك طفلك هذا عندما أتى لك ماذا معه يعنيك على تربية ؟
معه أمرين :
1)
يأتي ومعه فطرة سليمة .
2)
وقلب صافي .
بقي ما هو دوري أنا اتجاهه؟
أن أشعل نور الإيمان في قلبه بإشعال نور العلم أولاً، تعالوا من هنا نتناقش ماذا يجب
أن أتعلم من أجل أن أعلمه ولازلت من هنا سأخرج وسأقول أن الطفل معه فطرة سوية، وهذه
الفطرة السوية هي التي سوف تكون بداية شق طريق تعليمه، يعني أنا سوف أشق طريق
تعليمه من عند فطرته السوية، لو أردنا أن نمثل الآن الفطرة السوية ماذا نقول ؟ أهم شيء في وصوفات الفطرة السوية أن صاحبها ما حاله ؟ يعني كل الناس الذين فطرتهم سوية لو أريد أن
أعبر عن الفطرة السوية ماذا أقول ؟ أقول أن
الإنسان صاحب الفطرة السوية يشعر بشعوريين هذه أهم شعوريين في الفطرة السوية ـ أهم
لكن ليس فقط ـ :
الشعور الأول:
شعور بالضعف الشديد والحاجة الشديدة ،فكل النَّاس على حد سواء هذه
مشاعرهم يشعرون بالضعف والحاجة الشديدة {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ }فاطر15،كل الناس هذه مشاعرهم أنهم
ضعفاء، يأتي في مواقف كثيرة يجدون أنفسهم وبالذات الطفل ، يجد نفسه في شدة الضعف
والحاجة دائما عنده حاجات دائما، ليس هو فقط الذي دائما عنده حاجات، بل نحن و
معركتنا الدائمة مع الحاجات طول الوقت ينشأ لنا حاجات ،هذا أول شيء في الفطرة أن
كل العباد يشعرون بشدة حاجتهم وضعفهم ، مع شدة الحاجة والضعف.
الشعور الثاني :
أنه لابد أن يكون هناك قوي يُصمَد إليه،وهذا القوي الذي يُصمد إليه ما صفاته ؟ لابد أن يكون كامل الصفات من أجل أن ألجأ
إليه، يعني الفطرة السوية تقول لازم يكون في الكون أحد قوي مطلق القوة كل شيء
يستطيع أن يفعله ولابد يكون واحد ،أمره هو فقط الذي ينفذ، ما يكون أحد فوقه فيمنع
أمره ،لازم يكون واحد ويكون كامل الصفات ،طبعا هذا تعبيرنا لكن هذه المشاعر تدور
في الداخل بدون القدرة على التعبير عنها وانظروا إلى إجرام أفلام الكرتون، يعني
أنتم عندما تتذكروا فلم ((ميكي ماوس )) هذا الفلم أخذ هذه الفكرة، بحيث أنه قوي في
العلو مطلع على هذه الذي يحميها يأتيها في الوقت المناسب ويدفع عنها، هذه كلها
صفات كمال، العلو ،المراقبة الدائمة، الاطلاع على الأحوال، القدرة على تغيير
الأحوال؛ كل هذه صفات كمال ،فالآن هذه هي مشاعر الفطرة .
ما هي مشاعر الفطرة؟ اتفقنا أنه أهمها شعوريين الشعور بالضعف الشديد والحاجة الشديدة طول
الوقت يشعر نفسه ضعيف ومحتاج سواء كان للصغير أو الكبير، الكل يشعر بنفس الشعور
هذا من الفطرة وأيضا من الفطرة أنه لابد أن يكون هناك أحد ما وصفه ؟ قوي تام القوة لازم يكون هذا القوي واحد لمـــــاذا ؟
حتى لا يأتي أحد فوقه وينفذ
أمره على أمره، لازم يكون واحد لكي يكون له السلطة التامة ، أمره ينفذ لابد ؛أنظروا
هذه المشاعر موجودة عند كل الناس: شعورهم بالضعف شعورهم لابد أن يكون هناك قوي
واحد له كمال الصفات أمره نافذ.
فإذا وجدنا أطفال المسلمين
وأهاليهم علموهم مباشرة سوف ينتفعوا بفطرتهم، إذا كانوا ليسوا مسلمين ولم يمجسوهم
ولم ينصروهم يعني يكونوا أهاليهم نصارى لكن ما ينصروهم بمعنى أنهم ما يدخلوا في
قلوبهم مبدأ التثليث إلى آخره يتركوهم مثل ما هو موجود بكثرة اليوم ، هؤلاء يبقى
هذا السؤال دائما يتردد في عقلهم، لابد أن يكون هناك قوي كامل الصفات يعني شعوره
بالحاجة شعوره بالسلطة يعني كل سلطة أعلى تلغي التي تحتها مهما كان في سلطة عالية
لابد أنه توجد أعلى منها تلغيها وممكن تكون في الظاهر هي التي عالية لكن من تحت
مثلا في جماعات الضغط فماذا يفعلون بالسلطة العليا؟
يجعلوها تنهار فالناس الآن يروا حولهم أن لابد لكل سلطة في الدنيا فوقها سلطة أعلى
منها؛ فيبقى عندهم سؤال استفهام انه لابد أن يكون هناك واحد كامل الصفات له السلطة
التامة أمره نافذ، هذه هي فطرتهم فمن أجل
ذلك تجد قوم بسبب الحركة التي في قلوبهم يبحثوا عن إجابة فتكون فطرتهم السوية هي
التي دفعتهم إلى الإسلام .
مرة أخرى أنا سوف أبدا من نقطة البداية التي بدأت بها ـ لا بأس لا
تملوا من التكرارـ لأن المسألة هذه تحتاج إلى ضبط شديد خصوصا أن موضوع التربية في
العادة لا ينطرح بهذه المفاهيم فيصير صعب ربطه مع التربية؛ نحن لقاؤنا اسمه ست
خطوات لتربية ابنك ومقصودنا في هذه التربية الكلام عنك يا أم ليس الكلام عن
الأبناء أنتي المفروض تكوني على هيئة وصورة نفسية وعقلية وعلمية بحيث أنك تستطيعي
تربية الأبناء وهذا الكلام ليس مقصود به الفلسفة والدخول في كلام ونظريات، لا؛ نحن
بعيد تماما عن النظريات بالعكس بل نحن نريد الواقعية نرفض النظرة النظرية ، الآن
نحن اتفقنا على أن هذه الست خطوات تدور في :
1- تعلمي يتعلم منك .
2-استعيني ينتفع بك عبادة الاستعانة .
3-أخلصي
يبارك لك يعني أخلصي في مقصدك ماذا تريدين من تربية هذا الابن .
4-اعملي
يقتدي بك .
5-ادعي
له يلن لك .
6-اصبري
يقبل منك ، يقبل منك يعني على المدى الطويل المقصود .
وبدأنا بتعلمي يتعلم منك ، وقلنا أول ما نتكلم في تعلمي يتعلم منك ،
نريد منك أن تتعلمي هذه النفس الإنسانية التي ابتليتِ بتحمل مسؤوليتها ما هي؟و كيف
ستتحملي مسؤوليتها ،إذا الواحد فينا نفسه ما يستطيع إصلاحها فكيف يتحمل مسؤولية
غيره للإصلاح؟!!، فأول شيء لازم تتصوري هذه الأمانة التي بين يديك ما صورتها ما
حالتها ؟
قلنا أن هذه الأمانة التي بين يدينا خلقها الله ، والله تعالى هو الذي
يَصفها، و وصفها الله تعالى كما في سورة النور طبعا نحن أتينا من نص بعيد لكن
فهمنا ما هي النفس من خلاله وأتينا إلى قوله تعالى {اللَّهُ
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ}
واتفقنا أن مثل نوره هنا في قلب المؤمن كمشكاة والمشكاة هي الكوَّة الفتحة الغير
النافذة التي تكون في الجدار؛ كمشكاة فيها مصباح ، المصباح هو الفتيلة التي فيها
شعلة النار هذا المصباح في زجاجة ، الزجاجة ما وصفها ؟
كأنها كوكب دري،و هذه الكلمة دليل على شدة صفائها وهذا المصباح يوقد من {مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا
شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ
نَارٌ}اتفقنا أن هذا الزَّيت من شدة صفائه يضيء
ولو لم تمسسه نار.
قلنا أن هذه الثلاث
وهي مكونات المصباح هي نفسها مكونات النفس الإنسانية
- الزيت : هو الفطرة السوية الذي يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار .
- الزجاجة: هي قلب المؤمن المفروض الشديد الصفاء وإذا أنا أريد أن
أتكلم عن الطفل ، قلب الطفل الذي على فطرته الشديد الصفاء الذي لم يكدر لا بشهوات
ولا شبهات.
- الفتيلة : التي هي جذوة العلم والإيمان .
فأنا الآن مسئولة عن ماذا هو أتاني ومعه اثنين وأنا مطلوب مني أغتنم
الاثنين بالثالثة ،أتاني ومعه فطرة سوية وقلب صافي صار المطلوب مني أنا أغتنم هذان
الأمران بوَضع جذوة العلم والإيمان في قلبه، واتفقنا أنا لابد أن أتعلم لكي أنتفع
من هذا فأضع في قلبه جذوة العلم؛ ماذا أتعلم ؟ قلنا نبدأ من هنا من عند فطرته
فطرته ماذا تقول
؟
كل الفطر السوية تقول : أن
الحيّ لابد أن يشعر بشدة ضعفه وحاجته فإذا كان يشعر بشدة الضعف والحاجة فلابد أن
يكون مع شعوره هذا شعور آخر، يعني من الفطرة السويّة الشعور بشدة الضعف والحاجة مع
الشعور أن هناك لابد من قوي واحد يصمد إليه وإذا صمد إليه لابد أنه سينفعه ،سيسُد
ثغراته يسد حاجاته إلى آخره ، إذاً أنت الآن من هنا فهمت نفس هذا الطفل، أنا الآن ماذا أتعلم من أجل أن أنفعه؟ على رأس ما نتعلم على رأسه
هو: العلم عن الله عن أسمائه وصفاته.
وكأني
أقول لك ربيهِ بسورة الإخلاص وآية الكرسي
وأواخر الحشر وأول الحديد
يعني ربيه بالعلم
عن الله بأسمائه وصفاته
الآن دعونا نبدأ بسورة الإخلاص وهذا من أهم ما يحفظه الطفل ويبقى منِّي
التَّكرار عليه ليس فقط للحفظ وأيضا للفهم ، في سورة الإخلاص ما يسد تماماً الحاجة
الفطرية ، الآن الحاجة الفطرية ماذا تقول ؟ كل
الناس مشتركين في شعوريين مع بعض، شدة الحاجة مع شعورهم أنه لابد أن يكون هناك واحد
يصمد إليه يسد الحاجة، قوي كامل الصفات، سلطته نافذة على كل أحد.
الآن تعالي إلى سورة الإخلاص ماذا ستقولين له ؟ {قل
هو الله أحد} فستبقي تكررين أن الله أحد يعني
واحد، و إلهك الواحد ما وصفه؟ هذا الكلام كله أنت
تمتلئي به وبعد ذلك بكل الفرص التي أنت تعرفيها في المعايشة مع الطفل ستستطيعين بث
هذا الكلام ونحن سيأتينا في الخطوة الثانية استعيني ينتفع بك، تصوري الآن المسألة
لأن هذه الخطوة الأولى سأعطيك إياها وهي كبيرة لكن في الخطوة الثانية سوف تسهل في
الكلام حول الاستعانة.
الآن سورة الإخلاص ستحقق
بالضبط مرادنا في الانتفاع بفطرة هذا الطفل الذي فهمنا فطرته السوية في سورة النور
{يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ
تَمْسَسْهُ نَارٌ} يعني فطرته تقول أن هناك إله؛
والإله واحد وكامل الصفات لابد أن يكون واحد قوي كامل الصفات فلما تقرئي { قل هو الله أحد }
ستسد هذه الثغرة، {قل هو الله أحد} يعني أنت لك واحد ماذا تفعل
به ؟ تلجأ إليه تصمد إليه ،ومن معاني اسم الصمد :الذي له كمال السؤدد كمال
الشرف وكمال القوة و وكمال الجبروت وكمال كل الصفات وهو الذي يُلجأ إليه يعني اسم
الصمد يدور على معنيين :
المعنى الأول : كمال
الصفات .
المعنى الثاني : اجتماع كل أحد عليه فهذا
الطفل الآن يعلم أن ربه صمد يعني يُلجأ
إليه يحتاجه كل أحد وهو سبحانه وتعالى لا يحتاج أحد؛ وهذه المعاني
لازم أنا أتشربها بعمق لأن تربيتك للطفل إنما هو انعكاس لِما تحمليه أنت ولازم
تفهمي أنك لو امتلأت جيدا سترَي كيف الله تعالى يُهيئ لك من الظروف والأحوال
والأوضاع وأسئلة الطفل وما يمر بكم من مضائق تجعل الطفل يزداد يقينا بما تقوليه،
لكن على قدر امتلائك أنت بهذه المسألة وسيأتينا أيضا الكلام حول الإخلاص والصدق في
مقاصدنا .
نحن الآن فهمنا ما هي النفس البشرية من آية سورة
النور فهمنا أنها مركبة من فطرة سوية ومن قلب سليم ثم هذه الفطرة السوية والقلب
السليم وهم الزيت والزجاجة ،بقِيَ الفتيلة لابد من اشتعالها؛ الفتيلة هذه هي نور
العلم والإيمان التي أنت ستقومين بإعطائه إياه، هذه الفتيلة من أجل أن توقد قلبه
نورا لابد من إعطائه العلم، الزيت هو فطرته السليمة والزجاجة هي قلبه الصافي.
يعني أنظروا إلى أحوالنا؛ نحن كبرنا وفهمنا تفاصيل التفاصيل حفظنا
جدول الضرب إلى أن خرجت أعيننا ونحن ندرسه، ودرسنا القسمة ونظرية فيثاغورس وإلى
آخره بعد ذلك لو أحد سألنا ما معنى اسم الصمد ما نعرف!
والله نستحي من
ربنا؛ هذه الحال تدل على شدة انقلاب في الأولويات لا توجد أولويات في عقولنا يعني
نحن مرت علينا هذه المرحلة وعشناها ونريد أن نعيد المشكلة من جديد مع أبنائنا؛ لا،
هو هذا اعلم أن أعظم معلوم أن تتعلم عن
ربك {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12، فهذا مقصد خلق
السماوات والأرض؛
الخلق والأمر
كان لماذا ؟
لتتعلم عن الله ثم تعبده ،العبادة يعني الذُّل والانكسار العبادة
مبنية على المحبة والمعرفة والتعلق والتعظيم، فالعباد من
أين سيأتون بالتعلق والتعظيم ؟ ما يأتون منه إلا من باب العلم عن الله،
فالعباد في هذا الباب في جهل عظيم، ثم بعد هذا الجهل ماذا
يحصل؟ أولاً جهل ، ثم عدم شعور بالحاجة يعني لسنا شاعرين أنه يوجد شيء ناقص
علينا فهذا أورثنا شعور أن العبادات كلها من باب العادات، لا توجد مشاعر شوق
تدفعني ولهذا السبب أنت ترى عندما نأتي وندخل على رمضان، يعني لك أن تتصورين كيف
المسألة المفروض تكون؛ أليس الإيمان يزيد وينقص، يعني
ماذا الإيمان يزيد وينقص ؟ يعني لما نقوم بأعمال صالحة يزيد الإيمان فلما
يزيد الإيمان سأحب الأعمال الصالحة أكثر فيزيد الإيمان يعني المفروض أن أول يوم
يكون إيماني أقل من ثاني يوم ، ثاني يوم يزيد إيماني فيزيد حماسي في الطاعة، ثالث
يوم أكثر إلى أن أصل إلى العشر الأخيرة أجد نفسي وصلت فوق؛ لكن نحن ماذا يحصل لنا ؟ بالعكس ندخل متحمسين وبعد ذلك ننزل على
تحت؛ إذاً هنا في مشكلة معناه ==> الإيمان ما زاد ، معناه أين القلب أين
العناية به ؟! ولذلك اتفقنا أننا سنتعلم أولاً عن الله وعن أسمائه وصفاته لكي
أغتنم كل المواقف وسوف تأتيني في النقطة الثانية كيف أستفيد من علمي هذا.
تأتي المسألة الثانية التي لابد أن تتعلمها:
تعلم عن أمراض
القلوب :
نحن نرى أمام أعينَّا أطفالنا؛
يعني هذه المسألة مهمة جدا لازم تفهموها بتوازن مع ما مضى؛ أن الله تعالى كما
أعطانا في هذا الطفل قلب صافي كذلك لابد أن يعطينا شيء من العيوب يعني كل الناس مع
صفاء قلوبهم من جهة الإلوهية؛ أنه لابد يكون للكون إله فاطر رب ،مع صفاء قلوبهم من
جهة الإلوهية لكن تبقى عندهم شيء من الإشكالات النفسية يعني يأتي الطفل هذا ومعه
شيء من الإشكالات النفسية فينموا الطفل أمامك مثلاً يحقد، ينموا الطفل أمامك يكذب،
ينموا الطفل أمامك يريد إبراز نفسه، ينموا الطفل أمامك يحب أن يُحمد بما لا يفعل،
وأنت تلاحظي هذه الصفات وتقولي يكبر ويعقل؛ هذا هو الذي يعذبنا، بل يكبر وتقوى في
نفسه ليس كما نقول يكبر ويعقل ،يكبر وتقوى في نفسه لدرجه أنه لا يستطيع التخلص
منها .
يعني هذا الطفل يأتيك معه قلب صافي من جهة الإلوهية ومعه شيء من
الأمراض القلبية الآن الصفاء أتى من جهة الإلوهية يعني متأكد أن هناك إله وهناك رب
وأن الله خالقه هذا كله، كما اتفقنا أنه يشعر بالضعف ويشعر أن هناك قوي واحد إلى
آخر ما ذكرنا؛ المعلومة الثانية المهم تفهميها أن الله تعالى أخبر في كتابه أن
القلوب تحمل شيء من الخبث لكن لما يدخل العلم ماذا يحدث
في هذا الخبث ؟ يخرجه إلى الخارج مثل آية الرعد {أَنزَلَ
مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ
زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ
أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ
فِي الأَرْضِ } الآن آية {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا
يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} هذا ما معناه ؟
- {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء} يعني هذا هو العلم.
- {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ
بِقَدَرِهَا} هذه الأودية هي القلوب.
- {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً
رَّابِياً} هذه الأمراض التي داخل القلوب.
الآن السيل عندما يأتي ماذا يفعل؟ يلم الأوساخ ويخرجها إلى فوق كذلك العلم
عندما يأتي على القلوب ماذا يفعل ؟ يخرج هذه
الأمراض إلى الخارج ثم يبدأ في علاجها يتحرك السيل إلى أن يطرح وسخهُ، وكذلك هذا
العلم يتحرك يتحرك في القلب حتى يطرح وسخه، إذاً مُثِّلت لكم النَّفس الإنسانية
بمثالين الآن:
·
الأول : آية سورة النور، آية سورة النور فهمتكم أن النفس الإنسانية
عبارة عن تركيبة ثلاثية وهي الزيت التي هي الفطرة السوية ، الزجاجة الذي هو القلب
الصافي الشعلة والفتيلة التي هي نور العلم والإيمان ، فيأتيني الطفل ومعه فطرته
السوية ومعه قلبه الصافي وأنا مطلوب مني أن أشعل له فتيلة نور العلم والإيمان،و لا
تعتقدي أن هناك تناقض بين هذه الآية وآية الرعد .
·
الثانية: تأتينا آية سورة الرعد تقول القلب هذا ليس صافيا إنما فيه شيء
من الأمراض، الآن مرة قلت أنا القلب صافي في سورة النور ومرة قلت أن القلب فيه
أمراض؟!
نعم القلب صافي من جهة ما يعتقده في الإلوهية نحن اتفقنا فطرته السوية
هي شعوره بالحاجة والضعف الشديد ، وأيضا أن هناك واحد كامل الصفات لابد أن يكون
موجود تلجأ إليه النفوس تضطر إليه لابد أن يكون غني هذا صفائها أنه من جهة
الإلوهية صافي لكن كل العباد ونحن نشهد على أنفسنا يأتوا معهم من طباعهم ما تكون
عبارة عن أمراض؛ فإذاً هنا عندما نأتي نتكلم عن القلب من جهة أن الله ابتلاها
بنقائص، يعني النفوس تأتي مبتلاة بشيء من النَّقائص المفروض ماذا أفعل طول الحياة ؟ أزكيها ، أزكِّيها بماذا ؟ بالعلم .
الآن كيف وصفت
آية الرعد القلوب ؟
وصفت القلوب مثل الأودية {أنزل من السماء ماء}
هذا العلم {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الأودية هي القلوب {فَاحْتَمَلَ
السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً} يعني العلم ماذا فعل ؟ خرج من القلوب ما ابتليت به من أمراض، وبعد
ذلك يأتي في آخر الآية {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ
جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} السيل ماذا يفعل في الزبد ؟
يتحرك يمنة ويسرة إلى أن يطرده، و العلم ماذا يفعل في
الأمراض ؟ لازال يجاهد يُجاهد إلى أن يتخلص منها .
أنت فهمتي أمر ثاني الآن، أنَّ
طفلي هذا عندما يأتي ، يأتي من جهة الإلوهية ومن جهة فهمه عن الله صافي أي شيء
تلقيه فيه صفاء ومن جهة أخرى لازم عينك عليه ستظهر له أمراض لكي تفهمي هذه الأمراض
فماذا تفعلين ؟ تعالجينها؛ فصار الشيء الثاني الذي
لابد أن نتعلمه ، نتعلم عن أمراض القلوب وعندما تتعلمي ليس طفلك هو الذي ينتفع، نحن
أول قبل أطفالنا ننتفع لأن نبدأ نفهم أن القلوب ممكن مثلا تبتلى بالمشهور عندنا
مثل الحقد والحسد، لا ؛ توجد أشياء خفية دقيقة لمَّا تتعلمي أمراض القلوب يتبين لك،
يُبتلى مثلا بإرادة العلو دائما يريد أن أخوانه أقل منه وهو فوق لو لعبوا لعبة
وفازوا عليه يقوم يضربهم لأن لازم هو الذي يكون فوق كلهم تحت ويا ويلك تمدحي أحد
أمامه، يموت، هذا كله يحسسك أن هناك أمراض أنت وتصبحي دقيقة الملاحظة .
مثلا: يأتي موقف
تدخلي البيت مثلا على بناتك وتقولي: ماذا فعلتم في الخزانة؟ تأتيك وحدة تقول لك:
نحن رتبنا لك وفعلنا لك كل شيء. تأتي تتكلم بأعمال ما قامت بها،بل أخواتها هم الذين قاموا بترتيبها، وهي صحيح
شاركتهم لكن هي تأتي بسرعة حتى يكون كل الثناء لها ، يحبون أن يحمدوا بما لم
يفعلوا .
أنت لا تهاجميها؛ لمَّا تفهمي الأمراض تفهمي أن الله ابتلاها بذلك ،يأتي
العلم الذي هو معك ، أليست أول قاعدة عندي تعلمي يتعلم منك ، أنت الآن سوف تتعلمي
وتفهمي وتبثي ، تبثي
العلاجات عندما يكون في قلبه إرادة العلو طول الوقت أقول له لا يؤمن أحدكم
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ما يصير تشعر نفسك أن لازم تكون أعلى منه ما يحصل هذا
الأمر إلاَّ أن تكون مريض هذا المرض في قلبك؛ نحن الآن كبرنا ونحن لا ندري أصلا أن
القلوب تمرض ما كان على بالنا كلمة أمراض القلوب هذه أبداً ولا خطر على بالنا إلاَّ
بعد أن علَّمنا الله؛ فهذه المشكلة، فالمفروض الطفل وهو صغير يفهم أن قلبه هو الذي
يوزنه مع أننا جميعنا حافظين حديث " أن في الجسد
مضغة لو صلحت صلح الجسد كله" و "إن
الله لا ينظر إلى صوركم وإلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
كل هذا محفوظ عندنا لكن لا نحن منتفعين به ولا هؤلاء من نربيهم منتفعين به ، المهم
المقصد الآن أن أنت عندما تتعاملي مع الطفل أتركي مظهره تماما لأن انا ما يحتاج
أوصيكم على مظهره كلنا أيدينا تعمل وأقدامنا وكل شيء فينا من أجل مظهره وننتظر
الناس يثنوا على لبسه وجماله وابتسامته وضحكته على كل شيء، وغافلين تماما عن الذي
داخل قلبه؛ فالآن كل التركيز على القلب.
وأنا أقصد الآن
من هذه الخطوة :
أن تتعلمين أسماء الله
فتبقي تبثيها طول الوقت، وليس المقصد من هذا يعني تضعي طفلك وتدرسيه وتقولين له
اسم الغفور كذا اسم الشكور كذا ، لا ليس مقصدي أبدا هذا؛ ولا يمر على خاطركم،
سيأتي في الخطوة التي بعدها الطريقة .
الشيء الثاني تعلمي أنت عن أمراض القلوب سوف تعالجي أنت أمراضك وسوف
تكتشفي أمراض الذين من حولك ثم اعلمي يقينا أنه لازم هؤلاء أولادك يعكسوا شيء من
ما في قلبك لابد ، لابد سوف تجدي في قلوبهم شيء ينعكس مما أنت في قلبك، فعالجي
نفسك، يعني أصبحت المعالجة بالجُملة نحن وهم سواء .
تقريبا نكون انتهينا من الخطوة الأولى التي هي تعلمي يتعلم منك وركزنا
في هذه الخطوة على تعلم مسألتين :
1- تعلم الأسماء
والصفات 2- تعلم أمراض القلوب .
طبعا هذا يعتبر المحور
الأساسي ، ثم الحمد لله أنا لو كنت أشرح هذا الدرس خارج المملكة كنت أحتاج أقول
تعلمي يتعلم منك أعمل خريطة طويلة عريضة لكن بفضل الله أول ما يدخل الطفل التعليم
سوف يحمل عنك حمل ثقيل في باقي معتقد أهل السنة والجماعة سوف يسير مع التعليم،
سيتعلم معتقدنا في كل المسائل بفضل الله سيعرف ما علاقته بالقرآن وما علاقته
بالإيمان وما علاقته بالتوحيد وما علاقته بالأعمال الظاهرة والباطنة، فالباقي كله
سوف يأتيه من جهة التعليم بقي عليك أنك ماذا تفعلي ؟
هذا الذي يأتي من التعليم ليس شرطا أن يكون عميقا كما ينبغي ،يعني ليس شرطا المعلم
الذي سيدرس سيكون عنده تلك القوة والكفاءة في التدريس فغض الطرف عن المعلم واعتبري
أنه أتتك فرصة لتعليمه باقي ما يجب أن يعتقده بحصة خصوصية بأنك تدرسيه من الكتاب الذي
أمامك ، يعني لما يكون عنده رياضيات وتوحيد وتقولين أعطني الرياضيات؛ والتوحيد
خلاص حافظ حَافظ ، وهذا الذي يحدث، المفروض بالعكس، المفروض أول شيء يأتي التوحيد
وتقولين له الطواغيت تعرف يعني ماذا طاغوت ؟ تجعله يعيد ويزيد، هل تعرف ما هم؟ ترى
حوالينا طواغيت ، الطواغيت ليسوا هم ناس بالخارج ، الطواغيت يعني كل شيء تتجاوز به
الحد ، عارف الطبيب ممكن يصير طاغوت، كيف ؟ لما
تتعلق به أنه يشفيك، هكذا رفعته فوق ،المفروض أن أنت تضعه في مكانه متى يصبح طاغوت ؟ لما ترفعه فوق، النجوم ممكن أن تصبح
طاغوت كيف؟ لما تتعدى مكانها وتعتقد فيها أنها هي
تعلم الغيب.
فالكتب هذه التي تدرسيها
للمدرسة ـ غصبن عنه يدرسها هو الآن ـ أنت تكون بالنسبة لك فرصة وطريق لتعميق
المفاهيم ، يعني أنا لا أشكك في التعليم لكن نقول دعونا نفترض أنه لا يوجد عنده
معلم كفأ، فكوني أنت المعلم الكفء، ولو كان عنده معلم كفأ جميل سوف يتعاضد الطرفين،
أنت في البيت والمعلم، فلا تُمرر مراجعة مواد الدين تمريرا يشعره بالتمريض يعني
أنه شيء ليس مهم، فيشعره أن مثل هذا الكلام روتيني خلاص نحن لسنا بحاجة إليه يعني
صارت الخطوة التي بعدها وُفِّرت عليك من أي جهة ؟ من مناهجه يعني سوف يذاكرها سوف يذاكرها ، أنا
الآن أفترض أن المدرسة ليست على القدر المناسب الذي أرجوه؛ خلاص اعتبري هكذا
واعملي له درس خصوصي.
الآن لو المعلم الإنجليزي لا يعرف يشرح ماذا
تفعلون ؟ تأتون بمعلم ولو معلم الرياضيات ما يعرف
يشرح ماذا تفعلون ؟ تقلبوا الدنيا ،لكن لو معلم التوحيد يعرف يشرح أو لا
يشرح ؟ يكون في قلوبنا المهم يأتينا ورقة في آخر السنة يدرس أسئلة وأجوبة يذاكرها
ويدخل الاختبار وخلاص، هذه مشاعرنا .
ترى الله هو الذي يعاملك يعني
أنت تعامل الله في هذا كله والله تعالى المطلع على ما في قلبك وعلى ما تهتم، فلابد
أن تجد أن هذه فرصة لغرس العقائد وهو غصبن عنه جالس ويسمع درس، يعني كأنك تعطيه
درس ومع ذلك ينتفع من ما كُتب له وما فهم، ونعيد ونزيد في نفس الكلام على أننا
ندرس ونحن مقصدنا إيصال هذا إلى قلبه وليس إلى ورقة الاختبار
تأتي النقطة التي بعدها التي هي :
2-استعيني ينتفع
بك .
استعيني هذه كلمة أنت تحتاجيها في كل الحياة وأنت تربي ولدك وأنت
تعاملي زوجك وأنت تعيشي، فالدنيا كلها دائرة حول {إياك نعبد وإياك نستعين }هذه
عبادة من أعظم العبادات المغفول عنها؛ والمقصد أن كثير منا عندما عامله الله بحلمه
فأعطاه الحول والقوة للقيام بالأعمال ، الله تعالى أعطانا الحول والقوة للقيام
بالأعمال وقع في قلوبنا الاغترار فشعرنا أن القوة مِلكنا وشعرنا بمشاعر أننا لسنا
محتاجين أن يا رب أعنَّا، حتى بسم الله التي نقولها وهي التعبير عن الاستعانة
باردة ما فيها مشاعر الحاجة الشديدة لعون الله مع أننا :
نقول من أذكارنا والتي نعلم أنها كنز من كنوز
الجنة نقول" لا حول ولا قوة إلا بالله" يعني أنت تقول أنا لا أملك حولا
ولا قوة لفعل شيء إلا أن يعطيني الله الحول والقوة،هذا تفسيرك.
وعندما يؤذن المؤذن ويقول لك حي على الصلاة حي على الفلاح أنت ماذا تجيبه ؟ تقول يا رب أنا ليس لي حول ولا قوة على
أداء ما فرضته علي إلاَّ أن تعطيني الحول والقوة.
ثم وأنت خارج من بيتك تقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة
إلا بالله ما معناه ؟ يا رب أنا لا أستطيع تحصيل
مصالحي إلا بالتوكل عليك وأن تعطيني يا رب الحول والقوة للقيام أو لتحصيل مصالحي
إذا هذه مشاعر لابد أن تكون مستقرة داخل نفسك.
وأنت تقول في الأذكار أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين ،
من هذا الذي يقول لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ما هي
مشاعره ؟ شاعر بقوة الضعف.
لكن تعالي ننظر إلى حياتنا هل نشعر بضعفنا حتى أننا لا نفعل شيء إلا
نستعين به ، وورد فيما ثبت أن عائشة رضي الله عنها كان عندها امرأة تغزل غزلاً
فسألتها عائشة ـ رضي الله عنها ـ : هل ذكرت اسم الله عليه يعني هل قلت بسم الله؟
قالت : لا ،قالت : انقضيه.
انظري لهذه الدرجة، ما ينفعك الشيء الذي لم تذكر اسم الله عليه ولم
تستعين بالله على تحصيله لا ينفعك ، وأنت ترى اليوم القوم يأكلون أحسن أكل وأنظف
أكل ولا ينتفعون منه والسبب : أن ما ينفعهم إلا الله بما يأكلون بما يشربون بما
يفعلون فالمعنى أن هذه العبادة مع قوة عطاء الله لنا، يعني اغتررنا بعطاء الله مع
كثرة العطاء وتتابعه وتنوعه وقع الاغترار فأصبح القوم لا يفكرون إلا في طاقاتهم وقدراتهم وينتظرون أن يحصلوا ما
يريدون بقواهم ويتخيلوا أن هذا المـأمور ويتخيلوا أنهم لو استعانوا تواكلوا، لا ؛من
قال لك لو استعنت تواكلت ، أنت المفروض يبقى قلبك طول الوقت معلقا بالله لكن ما هي المشكلة؟ {مَا
غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} يعني لأنه خلق فسواك فعدلك وأعطاك الطاقة والقوة هو
الذي وهبك إياها يكون منك أن تغتر بما أعطاك، لا؛ المفروض يكون زيادة ذل بين يديه .
هذا الكلام عموما على مسألة الاستعانة ،فلو أتينا في مسألة تربية
الأطفال المفروض المسألة هذه تنضرب في مئة بل في ألف من جهة شعورك أنت ما تملك لهم
نفعاً ولا ضرا؛ يعني أنت لا تتصور أن ما
تقوله هو الذي يقع في قلبهم إنما ما يحمله الله من قولك هو الذي يقع في قلبهم، الذي
ينفعهم بقولَك هو الله، ما ينتفعوا بقولك أنت بل ينتفعوا بما يعينك الله على فعلهِ
ويعينك على نفعهم به، فصار الانتفاع ليس مصدره أنت؛ مصدره من عند الله فهو الذي
ينفعهم ـ سبحانه وتعالى ـ بما تقوله وبما تفعله.
فأصبح اآن نحن
بحاجة إلى ماذا .؟
إلى تصور أن
العلاقة بيننا وبين هؤلاء الأطفال علاقة عبادة الاستعانة بالله.
لو ابتليت بطفل يكذب ـ لا تكلمني عن أي استشارات الآن قبل كل
الاستشارات ـ أول الأمر الذي خلقه هو الذي يعينك على أن ينصرف منه هذا الكذب
فاستعين به أولاً، ثم لا بأس استشير، و وقت ما تستشير هات الاستشارة وتعال نفذَّها
عليه وأنت مستعين فأصبح الذي ينفعك من هو ؟ الله، والاستعانة به .
هذه القاعدة
لاتنساها :
أن كل ما ابتلاك
الله به في طريقك إنما هو أمر أراده الله لك
لتستعين أنت به.
مرة أخرى؛ أنت الآن لابد أن تتصور أن كل شيء وضعه الله في طريقك من
حجات وضعه لماذا ؟ من أجل أن يقع منك عبادة
الاستعانة، يعني أبنائك زوجك جارك كل هؤلاء الآن لما وضعهم الله في طريقك كيف
تتصور رضاهم كيف تتصور الانتفاع بهم ؟ ما تستطيع
أن تنتفع بهم إلاَّ لما أول ما تقبل عليهم تطلب العون من الله .
دعني أصور لك الموقف الآن :
الآن الزوج أتى من الخارج أول ما تقبل عليه وأنت حامل هم رضاه ماذا تفعل؟ تفكر في عقلك ما الذي يرضيه من فعل كذا وكذا
، جميل؛ لكن كل هذا الذي تفعله يمكن أن يقع موقعا عكسيا لمــــاذا
؟ لأنك اتكلت على أعمالك، و المطلوب الآن ماذا؟
أوَّل الأمر تطلب العون من الله،و هذا بقلبك؛ عمل قلبي تطلب العون من الله ، تطلب
منه بلسانك أو بقلبك أن يعينك على رضاه، أن يعينك على تربية أولادك يعني الآن ضربت
لكم مثال قلت لك أتاك طفل أُبتلي بالكذب ،هذا الكذب الآن مشكلة أمامك كيف تعرفي تحليها ؟ أطلبي من الله العون والرشاد أطلبي
منه أن يَدلك وأن يهيئ لك ظروفا بها تنحل هذه المشكلة.
الآن أم موسى لما خافت عليه ماذا قيل لها؟{فَإِذَا
خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} يعني
الله تعالى ـ عز وجل ـ لما تستعين به يهيئ لك الظروف والأحوال التي تعينك على حل
هذه المشكلة لكن الذي ينقصنا في هذا الباب قوَّة ثقتنا بالله هذا الذي ينقصنا؛
يعني نحن عندنا مشاعر أن الله تعالى على كل شيء قدير وأنه سبحانه وتعالى ينفع
عبادة إلى آخره؛ لكن في الواقع بالتفاصيل ليس عندنا قوة استعانة به، يعني أنا لمَّا
أأتي وأقول لك الآن رمضان قادم وتُرتيب أحوالك وأوضاعك مع الطاعة ومع العبادة ومع
أبنائك ومع شغل البيت وإلى آخره ، هذه مشاغل كثيرة، وأنا أريد أن أستفيد من وقتي.
نقول : الآن إياك نعبد ما تأتي إلا بإياك نستعين؛
فالآن تريدين أن تقرئي كتاب الله وتريدين أن تقرئيه عدة مرات أطلبي من الله
استعيني بالله اسأليه أن يسددك وأن يبارك لك في وقتك علقي قلبك به وأنتم تعلمون أن
فاطمة رضي الله عنها لما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم خادما أمرها بلزوم
التسبيح والتكبير والتهليل، لماذا ؟ لأن هذا نوع
من أنواع الاستعانة بالله فإذا لزمت التسبيح والتكبير والتهليل بنية استجلاب العون
من الله، يعطيها الله البركة في وقتها البركة في جهدها في طاقتها يُقلل عليها
المسؤوليات يَسد عنها كثير من الحاجات فتُقضى ثغراتها، هذه مشاعر واحد عايش في
الأرض على قدميه لكن قلبه معلق بربه.
ولذلك أنا أسألك الآن كمثال
على الاستعانة ،نحن من عادتنا في البلد أننا نقضي لأولادنا لعيد رمضان؛ كأنهم لم
يبسوا سابقا، وبعد ذلك الحمد لله كانت العادة في الزمان الماضي في رمضان، لكن الحمد
لله الآن تحسنت الأحوال فصاروا الناس يقضوا في شعبان ،مثلا عندك بنت عمرها 13 أو
14 سنة هذه ليست كبيرة مع الكبار ولا هي صغيرة مع الصغار و إلى آخر الكلام الذي
نقوله وأنت الآن ذاهبة للسوق وحاملة هم أن تجدي لهذه البنت ، هذه مشاعر موجودة ،
الآن من فينا يفكرفي" يا عبادي كلكم عارٍ فاستكسوني أكسكم" لما نقوم في الصباح نفكر ماذا سنطبخ كل يوم هذه
المشكلة الكبيرة العظيمة هذا من كثرة ما نحن في نعم الحمد لله ، ما يمر على خاطرنا
يا "عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم " يعني نشعر أن
هذا فقط للناس الجياع أم نحن، لا ؛ نحن نستطيع أن نذهب نأتي لنفسنا الأكل، وفي
الحقيقة لسنا نحن من نستطيع أن نأتي لنفسنا بالأكل ، شايفين كيف المصيبة حاصلة،
يعني لمَّا أعطاك الله بدل ما يقع قلبك زيادة ذل بين يديه وزيادة استعانة به ،وقع
العكس وقع الاستغناء عنه فأين تأتي المشكلة ولذلك وقع لناس كثير مستقيمين ـ الآن
أتكلم عن التربية ـ وفي بيوتهم منعوا كل وسائل الفساد وبعد ذلك أتى في أبنائهم
فساد ما كان منتظر فيأتي الناس البعيدين عن الدين يقولون رئيتم هذا الذي حصل لأنكم
عقدتوهم طبعا ليس هكذا الجواب، الجواب فتِّش في نفسك، من المؤكد أنك لما دفعت
وسائل الباطل عن أبنائك شعرت أن خلاص أكيد هم لن يفسدون فاتكلت على نفسك فكانت
العقوبة أن يُفسدهم الله ، فأنت متصور أني ماذا أفعل أكثر من هذا وتقول هي القضية
بسبب الصحبة وغيره.
نقول: لا ، هي القضية أنك تُجازى
الآن ، تُجازى على ترك الاستعانة بالله ،من تعلق شيء وُكِل إليه، هل هذا معناه أننا لا نأخذ بالأسباب؟ لا ؛ خذها لكن ولا
في لحظة واحدة تعتقد أنك لما تأخذها سينتهي الموضوع ، أنت خذها فقط حتى تدخل في
حديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، لكن في الحقيقة أنت ماذا
يكون في قلبك؟ لن يحفظهم إلا الله " أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده
تجاهك " أحفظ الله بقلبك أحفظ الله بالاستعانة بالعبادة بالطاعة بالاستقامة
وأنت متأكد أن الله لن يخذلك ، هو عبد وُكِّل إليك شيء من أمره ابتلاءا لك ،هو عبد
يرعاه الله.
ألم يقل الله في سورة الضحى:
* {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى
}من الذي آواه ؟
الله عز وجل
* {وَوَجَدَكَ
ضَالّاً فَهَدَى }من
الذي هدى ؟ الله عز وجل .
* {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } من الذي يغنيه ؟
الله عز وجل، حتى لو كان طفل صغير فالله تعالى هو الذي يهديه هو الذي يغنيه هو
الذي يعطيه لست أنت، لكن هو في طريقك حتى يختبرك تستعين بالله أو لا تستعين لازم
تتصوروا أن أبنائكم بلاءات واختبارات في الاستعانة والدعاء والانكسار والإخلاص وسوف
يأتينا باقي الاختبارات .
يعني الآن صفة تظهر في طفلك أو حال تظهر في طفلك، ماذا تفعل لكي تصلحها؟ استعن بالله فلا تسأل بعد هذه
الاستعانة كيف سيهيئ الله لك ظروف الإصلاح، ستجد أنها تُهيّئ لك ظروف الإصلاح
ويعينك الله ويفتح عليك ويُلهِمك من الأفكار ومن الأحوال ومن الأوضاع ما تستطيع به
أن تُصلح هذا الابن .
3- اخلصي يُبارك
لكِ .
ما المقصود بالإخلاص هنا وأنا أربي أولادي ؟ يعني ستُخلِّصي نيتك من ماذا ؟ من
شوائب التربية ،دعوني أقول ما مقصدك من التربية أصلاً؟ يعني كثير من الأحيان نحن
يكون عندنا مقصد المراءاة ونحن غير شاعرين ،دعوني أتكلم عن الضد ما هي الشوائب التي لازم اخلص منها مقصدي في تربية أبنائي ؟
أنظري أنت الآن من مِن الناس تلاحظي حولك؟ يعني ممكن أُلاحظ حماتي
وأولادها مثلا، وكل تفكيري لا يطلعوا أولادي أقل منهم وإذا هم نجحوا في الدنيا
أقوم أنا أحفظهم قرآن وآتي بهم وأقول لهم : أقرئوا؛ لماذا
هذا كله ؟! حتى نريهم أننا أفضل منكم ، في شوائب داخلة ولسنا شاعرين بها،
ممكن يكون ليسوا هؤلاء القوم، قد يكون جاراتي أو صاحباتي أنت ابحثي في قلبك من
تلتفتين إليه ويهمك جداً أنك كل ما تقدمتي خطوة في التربية تعرضين عليهم آثار
تقدمكم وآثار ماذا فعلتم وكيف ننجح ونأتي بالشهادات العالية ونغيض الناس هؤلاء و
نقهر هؤلاء وكثير من الأحيان حتى هذه كلمة تجري على اللسان ونقولها لأبنائنا: فضحتنا أمام الناس أو أمام
أهلنا. فهو شاعر معك أننا ندور حول هؤلاء الناس نريد رضاهم ، طبعا ليس معنى ذلك
أننا نفضح أنفسنا عند الناس لا تفهموا العكس، المقصود أن يكون القائم في قلبك
مشاعر أنك تتقرب إلى الله بتربيتهم تريد الله يرضى عنك، تريد أن تقوم بما يجب عليك،
لا تلاحظ رضا الناس ولا مدحهم ولا ثنائهم، لكن لو أتاك خلاص الحمد لله،و لو ما
أتاك ما يكون مقصدي ولا أنا أحمل همّه.
ولذلك هؤلاء يختبروا يعني
الأمهات يختبروا؛ تأتي مثلا تريد أن تبيِّن أن ولدها يصلي ــ أنا أتكلم عن موافق
حقيقية ـــ تأتي وتبين أن ولدها يصلي يقوم الولد أمام الناس ويسأل أمه هو ركعتين
أو ثلاثة؟ فيأتي رد طفلك عليك تربية ، هي الآن أصلا هذه البنت تصلي، لكن بسبب أن
الأم قام في قلبها المفاخرة بفعل ابنها أو بنتها جاء الجواب بهذه الصورة، فهي
مباشرة تقول لها: لماذا هل أنت أول مرة تصلي ؟!
وهو في الحقيقة يكون ليس أول مرة تصلي، لكن جزاءا وفاقا لأن أنت أردت
أن تتفاخرين أتاك مثل هذا الرد، طبعاً مثل هذه التربية تأتي لِمَن يحبه الله ،لمن
يحبه الله يرده مباشرة، لكن بشرط يفهم لما يرد، لكن للذي مات قلبه لا يفهم فعل
الله هذه مشكلة ، تأتي وتقول بنتي فضحتني كأنها ما عمرها صلت؛ ما هي فاهمه أنها هي
غلطانة، لـــماذا ؟ لأن الله يعامل العباد على ما
قام في قلوبهم.
كم من المرات قال لك في كتابه أنه عليم خصوصا بذات الصدور فيُعاملك
على ما قام في قلبك ويُنجع لك أحوالك ويُنجها لك على قدر صدق إرادتك رضاه ، يعني
ينجح أحوالك وينجعها على قدر صدق إرادة رضاه؛ ماذا تريد ؟!
لازم تكون صادق وتحرر هذه المسألة دائما تعيد وتزيد في نفسك ماذا أريد
من إحساني لتربيتهم؟! أنا أريد أن يكونوا ذخرا لي في الدنيا وفي الآخرة ينفعوني عندما
أدخل قبري بدعوة صادقة في جوف اللَّيل يُضاء بها ظلمة قبري، أُريد منهم يوم
القيامة أن يثقلوا ميزاني بأعمالهم الصالحة التي ستكون بميزاني مادام أنا التي أرشّدت
وفعلت وبقيت أكرر عليهم وأكرر، لذلك الإخلاص والصدق ما هي نية تبدأ من أول ما يأتي
الطفل يعني أنا الآن نويت أن أربي طفلي تربية من أجل الله، لا؛ هذه نية تكاد تحتاج
تجديدها مع كل المواقف ،وهذه النية منصوص عليها في كتاب الله {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} يعني هذا المفروض أن تجمع قلبك عليها أنك تفعل هذا
كله من أجل وقايته من النار، كأنك تسد أُذنيك وتغمض عينيك عن كل الانتقادات ، بعد
ذلك أنت لازم تفهم أنه عندما يأتيك طفلك هذا ومبتلى بشيء من الأمراض القلبية التي
لم يبتلى بها غيره ، يعني هذا واحد يأتيني، أولاد غيري الحمد لله ربنا هاديهم وعنده
أولاد قليلي من جهة كذا وكذا من الأمراض، وأنا ولدي مليان أمراض قلبية، بلائي أكبر
لأن الأجر أكثر، لمَّا ترى نفسك مبتلى به افهم أن الله تعالى أراد علوك من هذا
الباب فلا تقول هؤلاء أقل استقامة وأولادهم أكثر هداية وأنا كذا وكذا وأولادي
طلعوا لا يحبوا كذا وكذا من الاستقامة ومن الهداية ومن أعمال الخير!
لا تعامل ربك بعدم الرضا عما أعطاك بل الله تعالى أتى بهم بهذه الصورة
من أجل أن يرفعك ويرفعهم لأن جهادك فيهم وتكرار الكلام عليهم لابد أن ينفعهم المهم
افهموا أن إخلاص النية في تربية الأبناء مسألة تتكرر بقدر المواقف التي تعيشها أنت،
يعني تأتي في موقف يُقال لك هات ولدك ندخله يحفظ القرآن ،أول شيء تتردد وبعد ذلك
عندما تعرف أن ولد الجيران داخل تذهب به؛ لأنك خائف أن يكون ولد الجيران أحسن منه
مثلا ً، يعني أنت لازم تفهم أنت بتتحرك هكذا لماذا ؟ لماذا توافق على هذا المشروع
ولا توافق على هذا ؟ لماذا ترسله هنا ولا ترسله هنا ؟!
4- اعملي يقتدي
بك .
وهذه القضية واضحة جداً في فهمها ، وهذا المقصود به أعمال الأبدان
وأعمال القلوب ، في أعمال الأبدان أنت متصورة المسألة؛ يعني أصلي سوف يصلي معي
سيقلدني تمام، يعني حتى لو كان ولد وأنا ألبس ثوب الصلاة وأغطي شعري سوف يفعل مثلي
من كثرة درجة المحاكاة، وهذه أحد أهم عطايا الله في التربية أن أعطاكِ إياه و ما به؟ عنده علوا في درجة المحاكاة ،محاكاة شديدة ـ
سبحان الله ـ لما يأتوا أطفال عندهم فرط الحركة ،فرط الحركة والنشاط هذا درجات،
زمان نحن كنا نقول عنه شيطان هو هذا فرط الحركة والنشاط يعني فهؤلاء فرط الحركة
يكونوا متعبين في التربية من جهة قوة حركتهم الدائمة ـــ طبعا هذا يحتاج نقاش آخر
الناس أصحاب الأحوال الخاصة وكثير من البيوت فيهم فرط حركة وما يشعرون يعني يشعروا
أن أولادهم شياطين بتعبيرنا نحن و هو في الحقيقة يكون هذا نوع من أنواع الأمراض
الابتلاءات ـــ المهم سبحان الله مع بلاء فرط الحركة يأتي الله تعالى بنوع من
الدواء وهو المحاكاة؛ يكون عندهم فرط حركة ويكون في المقابل عندهم محاكاة عالية
أعلى من غيرهم، أعلى من الطبيعيين فهذا نوع من تبريد القلوب يعني يأتي يتحرك
ويتحرك ما يجلس إلاَّ لما يأتي وقت النوم ذاك الوقت ينام لكن طول الوقت تجدينه
يدور لا يستطيع أن يجلس وهذا أمر ليس بيده لكن هذا بعينه شديد المحاكاة حتى
بالكلام؛ عندما تقولين له جملة يقول لك هي بالضبط؛ فهذا نوع من أنواع العطايا أنه
يأتي كذا وكذا، والذي أقل منه يعني أهدى منه يكون عنده محاكاة لكن أقل .
على كل حال أنا مقصدي الآن أن تفهموا أن من عطايا الله تعالى أن يكون
الطفل خصوصا دون السادسة قَوي في محاكاته ، أنت الآن اغتنمي هذه الفرصة ومدام هو
قوي في محاكاته إذاً أنتي ابرزي ما استطعتِ من أعمال الأبدان يعني سواء كان في
صلاة أو إخباره بالصيام والإفطار وطريقة قراءة القرآن ومسك القرآن وتعظيمه ،اجعليه
معك في كل شيء اجعليه ينظر بعيونه ، أنت اعملي يقتدي بك.
لما تأتيني أي أم وتقول ولدي
يَسب؛ خلاص هذه علامة الاستفهام واضحة ؟
من أين أتى بهذه لابد من محاكاتهم هو
لن يقوم من النوم يسب مباشرة، لازم يكون أحد قال له هذا الكلام فهو يقول مثله،
فالمحاكاة هذه مسألة من عطايا الله المفروض نحن يكون عندنا قوة اغتنام لها، لكن
يؤسفني أن كثير من الأمهات يُسلِّموا أبنائهم بشيء من الاستهتار لأندادهم، يعني
مثلا أختي أو أخوات زوجي ، فهؤلاء الجماعة البعيدين عن الأمومة أو ممكن يكونوا
أمهات لا بأس؛ لكن بعيدين عن الشعور بالمسئولية، يضع الطفل أمامه يجعله مثل اللعبة
فيقول له كلام بذيء يجعله يرد بنفس الألفاظ يرتب له أوضاع استنكار، مثلا: يمسك
كتاب ويرميه فالطفل هذا ماذا سيتعلم؟ سيفعل مثله.
فأنت الآن عندما يكون عندك شيء من الإهمال في تسليم هذا الطفل لأحد
أمين وهؤلاء ممكن يكوني أخواتي أو أخوات زوجي ممكن يكونوا جاراتي، مثلا: أخوات
زوجي كبار عاقلين مربين بناتهم كل شيء لكن يمسكوه بناتهم الذين هم في المتوسط مثلا
أو الثانوي ــ مثل هؤلاء مستهترات غير شاعرين
بالمسؤولية ـــ فتأتي وتعلمه كم كلمة، تأتي وتعلمه كم تصرف أحيانا وليس شرطا أن
تكون التصرفات أو الكلام بذيء أحيانا لا قيمة له، أحيانا تعلمه مثلا أسماء فنانين
أو أسماء قنوات وأنا أكون محافظة عليه، ومثلهن أيضا الخادمات؛ فهذه المشكلة (مشكلة
المحاكاة) لازم تبرز في ذهنك أن الله تعالى أعطاك هو إلى 6 سنوات صافي، يعني كأنه
مرآة وتنعكس القيم العليا عنده بالمحاكاة ،
طبعا هو عنده
مسارين في القيم العليا:
1- بالتلقين. 2- بالمحاكاة.
التلقين ما يبرز إلا متأخر يعني القيم العليا التي لقنتيه إياها
بروزها يكون متأخر لكن الذي يبرز بسرعة وتنظري له هو أي
نوع ؟ نوع المحاكاة ،على ذلك انتبهوا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته كونَك
تضعي هذا الطفل في يد أحد ـ يعني أنا أقول يمكن مجتمعنا توعى بالنسبة للخادمات صار
في شيء من الوعي والخوف منه ـ لكن مشكلتنا الآن في الأقارب في أخواتي وبنات أخواتي
وأخوات زوجي وبناتهم فمثل هذه يأتي بإلتقاطات غير متصورة وبعد ذلك ننظر للطفل صغير
على انه لعبة ،يعني شدة صفاء وشدة براءة وفي المقابل شدة استهتار، ليس مني بل منهم
.
أنا أكلمك الآن وأنتي تتحملي الأمانة لكن كونك تكلميني عن المسلسلات
خلاص هذا واحد يعني حكم بالقضاء على فطرتهم السويَّة، هؤلاء يكبروا يبقوا يجاهدوا
هذه الصور التي التقطوها ما تتصورا كيف العذاب الذي يعيشوه لكي يستقيموا .
لأن نحن عندما نأتي ونعالج
كثير من حالات الوسواس القهري ــ يعني تصل إلى حد الوسواس القهري ـــ يعني مثلا
تأتيني حالات وسواس قهري من جهة حاجتها الجنسية أصبح مثل الوسواس القهري، وهي بنت
فتقول لي أنا خلاص لا أستطيع أن أنام لا أستطيع أن أأكل السبب ماذا ؟ صورة التقطتها وحاسة بتأنيب الضمير، فتحاول
تدافعها فباقي الشيطان يضغط عليها فأصبح مثل الوسواس طول الوقت يتحرك، والله لدرجة
أن في حالة من الحالات شابة صغيرة ما يبلغ عمرها 24 سنة لكن الذي يراها يعطيها أقل
شي 40 سنة من كثرة تدمير الذات، دمها، وجسمها وبدنها تدمر، و السبب صورة التقطتها
في ذهنا وتريد أن تستقيم وتجاهدها دخلت في باب الوسوسة صار الشيطان يدخل عليها من
هذا الباب .
المقصد الآن أنا أتكلم عن ناس متصورين محافظين بعيدين عن هذا كله
أتكلم عن واحد يريد أن يستقيم مع أبناؤه ،لكن إذا كنت أتكلم عن آثار التلفاز إلى
آخره هذا سوف ادخل في باب ثاني طويل في
الكلام بعيد عن مقصدي الآن، يعني نحن ذكرنا في أول الكلام أن كل أسباب البعد عن
الفساد لابد أن تفعلها، ثم تأتي لي بمجتمع صافي لكن لما تأتي لي بمجتمع صافي لا
تتصور أن صفاؤه معناه سيخرج واحد صافي، لا ؛لابد من بذل الجهد، يعني أنتم من أول
الكلام أكيد متصورين هذا المقصد، أنت عندما تُعلِّي قيم عليا عند الأشخاص ستبقى
القيمة العليا حاجز بينهم وبين الرغبة فيما يخالفها، بس هذا الكلام لو كانت قيمة
عليا.
يعني افهموني؛ يعني مثلا واحد
يقول لي لا يوجد في بيتي تلفاز وعندما يخرجوا عند الناس يحبوه وينظروا إليه، نقول
: نعم لا بأس لهذا السبب لازم نستعمل الصبر لكن اعلم أن هذا لمَّا يتعدي مرحلة
التأسيس، سيصبح هذا المفهوم عنده قيمة عُليا لا يمكن يتجاوزها ويحس بتأنيب الضمير
لو تجاوزها ، ولا تفهموا أنه سيتلهف عليها، لا؛ خطأ ، متى سيتلهف عليها ؟ لمَّا
أعمل له فقط مجرد غَلق بدون إنماء وإنشاء، يعني أسُد عليه لا آتي بتلفاز لا آتي
بكذا وكذا إلى آخره وخلاص انحلت المشكلة، لا ليست المسألة بهذه الصورة، لازم يتكون
عنده قِيَم عليا،و ألقنه.
ونحن من أول الكلام قلنا لازم تتعلمي لكي تبثي في قلبه العلم لمَّا
تبثي في قلبه العلم سوف يأتيك فترة لازم حرجة يصير عنده شيء من المصارعة بعد ذلك
سوف يتجاوزها وتبقى القِّيم العليا التي وضعتيها في قلبه بإذن الله موجودة.
أنت لا تحملي همّه بقدر ما تحملي
هم أن يُبارك
الله في زرعك
لهذا السبب نحن
نقول لك أخلصي
واقصدي الله
سيبارك لك في
زرعك الذي
تنبتيه في قلبه .
الآن اتفقنا على اعملي سيقتدي بك وهذا سيكون عمل ظاهر وعمل في القلب كيف سيقتدي بك في عمل القلب ؟ عن طريق تعظيم الأمور
وتهوينها يعني هناك أمور هونيها لا تحسسيه
أن لها قيمة وأمور لابد أن تعظميها .
5- ادعي له يلين
لك .
واعلمي أن الله عندما حَمَّلِك
مسؤولية أولادك فتح لك ثلاث طرق:
- أولاً: فطرة سوية.
- ثانياً: وباب الاستعانة.
- ثالثاً: وباب الدعاء.
الاستعانة والاستهداء طول الوقت أستعين بالله أني أربيه كما يحب ويرضى
، مثلا : عندما يأتوني البنات الصغار وتأتي الأم وتُحرِّم طفلها من الرضاعة
الطبيعية والله هذا يعني يحترق له القلب كيف تمنعي رزق الله عن الطفل، إذا كنَّا
نحن وقعنا في هذه الأخطاء بسبب الجهل، فلابد من توعية البنات الصغار سواء كانوا
مقبلات على الزواج أو في أول سنوات زواجهم، لازم يفهموا أن الطفل ينشأ نشأة سوية
بهذا الحضن الذي فيه الإرضاع الذي هو رزق من الله تعالى ،رزق لا تمنعيه عن الطفل
فاسألي الله أن يعينك على أن تؤدي ماله من حقوق، هذا الاستعانة.
يأتي الحبل الثالث وهو الدعاء، حبل عظيم ما ينقطع؛ وانظري، أنت عندما
حمَّلَك الله مسؤولية الأبناء فتح لك باب السماء، أنتم تعلمون أن دعاء الأم من
الأدعية المستجابة في أي وقت يعني لن ننتظر يوم الجمة و الساعة المستجابة ولا سننتظر
الثلث الأخير من الليل، بل أي وقت تدعي أنت ِ يُفتح لك باب السماء فهذه من العطايا
التي لابد أن تستغل واتركي عنك كلام الناس يقولون لك: لا، أنت سلبية. قولي لهم : ما عندي إلا باب الله. واسألي الله وألحي عليه وعيدي وزيدي ولا تيأسي
ولا تجعلي أحد ييئسك وكلما رأيت منه بعدا، يعني أنت تدعي وهو يبعد، تذكري موقف أم
موسى، لمَّا أرادت أم موسى نجاة ولدها والله أمرها أن تلقيه في اليّم.
أنت بعقلك الآن
تقولي أن إلقاؤه في اليم سينجيه أم سيهلكه ؟
سيهلكه ، لكن هذا اليَّم هو
السبب لأن يأتي ناجياً على البر، فأنت عندما تري بعينيك ولدك، تدعي وهو يبعد كأنه
ذاهب إلى اليم، المهم خليك مطمئنة لفعل الله، تدعي وتلحي وهو ذاهب إلى اليَم لا
بأس ترى هذا ذهابه إلي اليَم سيأتي به من البر.
لكن لما تثقي بالله تعالى
وتطمئني لفعله ما يخذلك ولو كنت
مليئة بالذنوب لأن دعاؤه وانتظار
الفرج وعدم اللجوء إلاَّ له
بنفسه توحيد، والتوحيد كفارة للذنوب
يعني لا تأتي تقولي أنا
مليئة ذنوب لهذا السبب ربي لم يستجب لي.
تقول : لا ؛أنت ادعي واسألي
وارجيه سبحانه وتعالى وانتظري فرجه ولا تتصوري أبدا أنه يخذلك، لأن كفارة ذنوبك
التوحيد أليس بالحديث "يا ابن آدم لو أتيتني بقراب
الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا " ((لا تشرك بي شيئا)) يعني لا
تسأل غيري لا ترجوا غيري لا تنتظر من غيري خيرا ، المهم لا تشرك به شيئا ثم سيأتيك
بقرابها مغفرة ، فهذا بنفسه اللجوء إلى الله نوع من أنواع كفارة الذنوب، وأنت فقط
ركِّز، هو صورته أن يذهب إلى اليم لكن حقيقته أنه سيأتي إلى البر.
ونحن بنفسنا في مواقف تحصل
لنا ونفهم هذه المسألة جيداً، يعني أنا مع طفلي الصغير، الآن عندما أريد أن أخرج
مثلا ولا أريد لطفلي أن يأتي معي، ثم بعد ذلك يكتشفني ويبكي وأنا عند الباب أريد
الخروج؛ هو الآن يبكي، خلاص أمري لله سأضطر لأخذه معي، فأقوم آخذه أريد أن أرجعه
غرفته ألبسه وأنا أرجعه غرفته وألبسه هو يبكي، لماذا ؟
لأن هذا الطريق عكس طريق الباب، الآن هو في تفكيره أن الذهاب من هذا الطريق معناه
أني لن أخرج، مع أنك أنت تذهبي به بالطريق العكسي لكي ترجعي وتأخذيه كما ينبغي
،هذا هو الذي يحصل، الله تعالى يدبر شؤون ابنك على ألطف ما يكون فأنت في الظاهر
تراها عكس مرادك وهو لابد أن نسير بهذا العكس لكي يرجع كما ينبغي .
يعني ضربنا مثال من النص في قصة موسى وضربنا مثال من الواقع نحن نعيشه
ونراه ، يعني أنا كبيرة الآن وفاهمة أن بهذا الشكل لا أستطيع أخذك معي، لازم أرجع، فهذا الطفل ماذا يفهم ؟ أنك لا تريدي أن تأخذيه ، فلا تكون بهذه
الصورة تتعامل مع عطاء ربك، أنت ترى ولدك كأنه بيغرق وأنت تلهج بالدعاء، اطمئن
سيعيده الله أحسن ما يكون لكن عقلك لا يحتمل أن يفهم ألطاف الله ،عقلك لا يحتمل
لازم تفهم هكذا، أنت لو جئت ووزنت نفسك في الكون وبعد ما تسمع أن السموات والأرض
في كف الرحمن كحبة خردل، أنت في حبة الخردل ماذا تكون ؟! ولا شيء، فلا تكلمني عن
الأقدار؛ هذه الألطاف عقلك هذا ما يحتمل معرفتها ،إذاً ادعوا له يلين لك .
لكن كيف يلين
ومتى وكيف الصورة ؟
اصبر، واعلم أن الأعمال بخواتيمها وأهم شيء ماذا يكون في الآخر، العبرة
بكمال النهاية لا بنقص البداية، كانت بداية يوسف في البئر في الجب وانتهى ملكاً .
نأتي الآن إلى النقطة الأخيرة وهذه النقطة نحتاجها في الحياة كلها:
6- اصبري يقبل
منك.
عامليه بالصبر، لا تتعجلي؛ يعني نحن نتعجل في كل شيء، دعوني أول شيء
أبتدئ بالتعجل في المعاملات والحكم معه ، لمَّا يأتي لك بالخبر على طول عندك أنه
كذاب ،يطلب منك طلب تَشُكِّي فيه أن ما يحتاجه على الحقيقة في المدرسة ، يسألك
سؤال كل ما عندك من قدرة على نهر أحد تنهريه ، نحن نشتكي نفوسنا إلى الله من كثرة
عدم تطبيقنا قوله تعالى {وأما السائل فلا تنهر} ومن بينهم هؤلاء ، هؤلاء في حكم السائل سواءً سؤال
مادي أو سؤال معنوي؛ وطول النهار ونحن في نهر حتى لو أريد أن أقول له لا تتدخل في
شيء ما يعنيك، أجد أن كل ما أملك من صوت وقوة وضخامة أرد عليه، و خصوصا المرأة
العاملة ،لا تسألي عن فقدانه للصبر ما عندها صبر انتهى كله هناك ما عندها صوت
تتكلم ،وتصير البيوت كأنها مراكز الصم والبكم لأن كل شيء بالإشارة والمفروض
يمتثلون الأمر امتثالا يعني أنت تشعري حقيقةً كأنه الطفل داخل منظمة إرهابية ، لماذا إرهابية ؟
لأن بيتنا مُزيَّن و واضعين فيه مزهريات وتُحف وهكذا، فلازم تمشي على
الصراط المستقيم حتى لا ينكسر شيء، خلاص كلنا محبوسين في غرفتين والضيوف الغير
موجودين، محبوس لهم غرفتين ونحن مو مشكلة ننحبس، والآن أتى السراميك وأولادنا
يطيحوا ويتكسروا ليست مشكلة لكن أهم شيء مع الناس ، نرى صورة كثيرة من هذه و كأن
هذا ليس مننا وليس بضعة منا ولا تفكيرنا في مصالحه، نحن فقط، و طبعا نحن نفعل كل
الذي نريده لا بأس، لكن المهم ما يصير حكر عليه وضغط عليه، ترى سنتحاسب عن كوننا
لا نفكر إلا في مصالحنا، وبعد ذلك هذا يدخل البيت ويدخل المدرسة سواء ،في الفصل
ممنوع يتكلم في البيت ممنوع يتكلم في الفصل اجلس في مكانك في البيت اجلس في مكانك
ليس بيته، يعني مثلا: يتمدد على الكنبة ويرفع رجليه خلاص يريد أن يفعل كذا ، لا؛
ممنوع ،الآن ما انكشفت له عورة ولا حصل له كذا !! لسنا قادرين على التحمل وطول
الوقت في كلمة قف وانتبه ، لهذا السبب أصبحت بيوتنا منظمة إرهابية .
نريد مثلا أن نمشِّيه ونأخذه
مكان واسع ويلعب في التراب، يا الله لمن يلعب في التراب كأنه ارتكب جريمة ! الأب
يقول كيف أركبه السيارة والأم تقول في حمام بيتنا أنظري ما الذي سوف يحدث، فيشعر
كأنه داخل الجندية، يُقيَّد من كل جهة كل هذا يحتاج له مراجعة.
يعني أنا الآن أقولك كأني
أريد أن أمسكهم كلهم هؤلاء الجماعة وأقول لهم أنتم أصبروا علينا ليس نحن من نصبر
عليهم من كثرة تضيِّيق الخِناق عليهم، أنظري إلى الزمن الماضي الآن الجماعة أهل
الأحواش، تجديهم هادئين ونفسياتهم هادئة ،لا يوجد عندهم شيء معقد ، وبعد ذلك أنا
آخذ أولادي وأذهب إلى بيت جيراننا والصغير يتعلم من الكبير والكبير يتعلم من
الصغير وهذا ولدي يذهب مع الرجال وهذي ابنتي تدخل مع النساء .
تعالي وانظري اليوم يرسلوا لك
دعوة في بيت وبعد ذلك يقولون لك ممنوع اصطحاب الأطفال لماذا هذا التعقيد ؟! كل هذا
يلزم منه أنهم هم من يصبروا علينا ولسنا نحن من نصبر عليهم، نقول هذا الكلام من
كثرة ضياع حقوقهم تماماً ،لهذا السبب يتكلموا عن الإنجاب تقول لك: لا أريد أن أنجب
أولاد أكثر. طبعا لأنها لا تريد أن تزيد على نفسها عدد السجناء في البيت ، أنا
أحسسكم بتأنيب الضمير لأن لازم ضميركم يصحا، لأن انتم شاعرين أنكم المظلومين، لا
لستم أنتم المظلومين بل هم المظلومين من أجل ذلك تجدي له شتحات مرة واحدة، يريدوا
أن يجروا يأخذوا الهاتف لمَّا يرن، يريدوا أن يجروا من أجل أن يأخذوا ذاك الجوال
الذي أنتم طول النهار مهتمين به وتقلبوا فيه، فهو يريد أن يدخل معك في القضية،
يريد أن يفهم ما هو، فيأخذ جوالك ويدخله في الماء ويحطمه حتى يشعرك بأن هذا تحطيم
للشيء المهم الذي تهتمي به، فهذا كله يكوِّن
اضطرابات نفسية عند الطفل.
فهذا الكلام الآن يقابله أن تضغط
على نفسك وتتخلى عن كثير من محابَّك اترك المجتمع لا تجري وراؤه، وأنا الآن
أناشدكم الله أن لا تحبسوا أولادكم في البيوت تاركين غرف للخيال، للهواء، الناس
اليوم ما صاروا يدخلوا بيوت الناس إلا بمواعيد خلاص لما يعدونا بموعد رتبوا بيتكم،
افتحوا بيتكم ،ونحن الآن عندما نفتح باب الضيوف أول ناس يجروا جماعتنا نحن ، بعد
هذا من أجل أن أنكفي شر حركته أقوم أبحث على أي شيء يشغل عقله، التعطيل السلبي
للعقول.
مع أنه لازم طول
الوقت يكون في رجليك.، هكذا بهذه المشاعر طول
الوقت تكلميه ويكلمك يعني أنا لما تأتيني طفلة صغيره عمرها 3 شهور وأجدها لمّا
أنظر لها تقوم كأنها تناغيني معناه الذين في البيت ماذا يفعل
لها ؟ يكلمها لهذا السبب تريد أن تنطق تريدك أن تكلميها، لكن لما أنظر
لواحد 3 شهور أطل فيه ولا يرد علي ولا يحرك ساكن هذا دليل على أن هذا جالس في
البيت و لا أحد داري عنه، هذه الحقيقة؛ والله كلام يؤلم ،من أجل ذاك لا تستغربي من
الإعلانات التي موجودة في الشوارع في الكلام حول العنف الأسري، لأن هذا العنف
الأسري له درجات أهم شيء في العنف الأسري أهم سبب ـــ نحن نمارس أنواع من العنف الأسري ونحن لا
نشعر ـــ أهم شيء في العنف الأسري ضغط الطفل لكي يتجمد في مكان واحد حتى لا يؤذي
شيء في البيت، أنت الآن ما الشيء الذي تخاف عليه في بيتك،لو أجهزتك خلاص هذه خذها
وخبئها في مكان، وبعد ذلك افتح بيتك كله.
وأنتم فاهمين صار مجتمعنا
الناس فيه ما يدخلوا عليك فجأة وحتى لو دخلوا عليك فجأة، بيت وفيه أطفال ماذا يعني
، يعني من هذا بيته مشاء الله ما يتحرك فيه ساكن نحن طول الوقت كلنا فاهمين بعض وكُلنا
عارفين أوضاعنا، فإذا كنت أنت من هؤلاء الذين دائما يأتوهم الناس خلاص غرفة وحدة
على الأقل احبسها ،لكن كون الطفل يشعر أن هذا بيته ممنوع عليه هذا وممنوع عليه هذا،
سيذهب للأخطار سيذهب للكهرباء نتيجة أنه يريد إخراج الذي في داخله .
المقصود، طفل عنده نشاط لا تحاول تُعطل نشاطه أصبر عليه، أنت ستُرفع
عند الله درجات لأنه ترى " كلكم راع وكلكم مسئول عن
رعيته " ستُسأل عن هذا الحبس وهذا التضييق وهذا المنع بعد ذلك تأتيني
مشكلة عند المراهق فوق؛ يعني أول شيء دعوني أبدأ بالصغير طول الوقت يفتح باب غرفتي
عليَ أقول له اخرج وأغلق الباب، سوف تدور عليك الأيام ويكبر ويصير مراهق ولما تأتي
وتكلميه يقول لك: أخرجي خارجاً وأغلقي الباب. خلاص وحدة بوحدة وهذا الذي يحدث، يصبح
قطع للحدود بينك وبينه وهكذا ،سواء كانت التلفونات أو النت أو أي ارتباطات تُشعر
الطفل بفقدانك، لا بأس؛ أنت بالنسبة له كل شيء لازم تشعروا هكذا، ثم إذا رزقك الله
من فضلة ومنته مثلاً بنات كبار وبعد ذلك أتوا بعدهم صغار الحمد لله ربي أتى لك
بالعون الكبار يربوا الصغار ويساعدوك عليه، وترتبط بنتك الصغيرة ببنتك الكبيرة
،الحمد لله خير وبركة، وهذا لــماذا ؟ هذا من رحمة الله لأنك كبرتِ ما
عندك نفس الطاقة، فيرزقك الله من الألطاف؛ حتى الشيخ السعدي ذكر هذا من الألطاف أن
من لطف الله إذا حمَّلك عمل يُرشدك إلى معينين له، من الإعانة أن هذا الصغير عندما
تبذل طاقتك وأنت شاب معه وتأتي بعده بطفل، فيأتي الله تعالى ينفعك بالكبير ليساعدك
في الصغير ويساعدك ويربيه وتصيري أنت كالموجه المشرف وهذا يعمل، وهذا من النِّعم.
يعني أنا أقصد لا تعقدوا
مسألة التربية لا تعقدوها بقوانين ما أنزل الله بها من سلطان كل القوانين دائرة
على صورنا أمام الناس نريد صورة للبيت، صورة لأشكالن،ا صورة لأوضاع أولادنا خلاص
ما تختل، ولذلك كثير من الأمهات الذين ابتلاهم الله بأطفال فيهم فرط للحركة يشعرون
بالعقدة النفسية، لا يستطيعون أن يأخذوا أولادهم أي مكان لأن لا يوجد أحد يستطيع
أن يحتمل أحد ، طبعاً بسبب الضيق الذي ضيقناه على أنفسنا.
على كل حال المطلوب منكم
الصبر احذروا من إشغالهم بما يفسد عليهم عقولهم وأديانهم من أجل أن تكتفي شرهم
احذري من هذا واسألي الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يشرح صدورهم للهدوء والطاعة
واسأليه ـ سبحانه وتعالى ـ بمنه وكرمه أن يشرح صدرك لنفعهم وأن يرزقك الصبر لأن كل
الحياة دائرة حول هذا{وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ
الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}ولا توجد صالحات مثل هذه التربية، تكوني مؤمنة وتغرسي
في غيرك الإيمان {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}الآن هذا الصغير ماذا تفعلي معه هذا الصغير إلاَّ أنك
تتواصي بتربيته بالحق {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، فأنت أصبري واسألي الله تعالى أن يرزقك الصبر، وتعبدي
الله بعبادة انتظار الفرج.
وتجد أن من
أولادهم قد كبروا أو بناتهم، تجدهم لمَّا يلتفتوا إلى الوراء ما يتذكرون تعبهم ما
تتذكر أبداً،يعني ما تتذكر إلا قليل من الأحداث، لكن الله يرزق الصبر ويزيل آثار
التعب؛ قريبا قريباً كل الدنيا غمضة عين، تنتهي هذه الغمضة عين وترى ورائك آثار
مباركة .
فأسأله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه كما رزقنا هؤلاء الأبناء فلذة
الأكباد الذين نفدي حياتنا لهم نسأله سبحانه وتعالى كما رزقنا هذه النعمة أن
يجعلنا من الشاكرين لها وأعظم الشكر أن يوفقنا سبحانه وتعالى لتربيتهم كما يحب هو
ويرضى اللهم آمين / انتهى اللقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.