الأحد، 28 ديسمبر 2014

شرح اسم الله (المؤمن)

بسم الله الرحمن الرحيم
مُــــقــــــدّمـــــــة
ما أسباب الاهتمام بدراسة أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته؟
سنذكر بعض هذه الأسباب عبر ثلاثة محاور:
الأول: من قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1].
والثاني: من قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[2].
والثالث: من قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[3].

فالسبب الأول:
تحقيق الغرض من وجود العباد.
وجه ذلك: أن الغرض من وجود العباد العبادة، وأصْل معنى العبادة هو الذلّ والانكسار

 
 وما الذي يأتي بأسباب الذّل؟
-معرفة وصف الربّ، وكماله المطلق
 - معرفة العبد لصفاته ونقصه المطلق.





يجمع ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[4]
إذن:

 
 معرفة صفات الربّ ---->>تورث---->>ذلّاً ---->>عبادة



خلاصة السبب الأول:
من أسباب الاهتمام بدارسة أسماء الله وصفاته تحقيق معنى العبودية، وتحقيقها يكون بتعظيم الربّ، وانكسار النفس.
وهذا أعلى سبب وأهمه.
السبب الثاني:
أن نذكّر، فإن الذكرى تنفع المؤمنين
قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[5]. فالذكرى لا تنفع إلا المؤمنين، وكذلك القرآن فإنه لا ينفع غير المتقين، كما قال عزّ وجلّ في كتابه: {ألم % ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[6]

كيف نجمع بين كون القرآن لا ينفع إلا المتقين وبين قوله تعالى في آية أخرى: {هُدًى لِلنَّاس}[7] ؟
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}:
"وقال في موضع آخر: {هُدًى لِلنَّاسِ} فعمّم. وفي هذا الموضع وغيره: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق، فالأشقياء لم يرفعوا به رأسًا، ولم يقبلوا هدى الله, فقامت عليهم به الحجة, ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر, لحصول الهداية, وهو التقوى التي حقيقتُها: اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه, بامتثال أوامره, واجتناب النواهي, فاهتدوا به, وانتفعوا غاية الانتفاع. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية, والآيات الكونية.
ولأن الهداية نوعان: هداية البيان, وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان, وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق. وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها؛ ليست هداية حقيقية تامة"[8].

ما علاقة {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[9] بأسماء الله وصفاته ؟
أن الأَولى بالتذكير: التذكير بالاعتقاد الصالح.

ما سبب تقديم التذكير بالاعتقاد الصالح على التذكير بالعمل الصالح؟
1-    لأنه من خلال التذكير بالاعتقاد الصالح يأتي التذكير بالعمل الصالح.
2-    أن العمل من أجل أن يكون صالحًا لا بدّ أن يُبنى على اعتقاد صالح.
3-    أن المعتقد الواحد الصحيح ينتج أعمالاً صالحة كثيرة.
مثال: اعتقاد أن الْمُلْك مُلْك الله, وأن العطاء عطاء الله, وأن الرزق رزق الله, هذا الاعتقاد يولد أن أكون من الشاكرين, أن أكون من الذاكرين, يولد دفع الغيرة والحسد, يولد التوكل, أعمال كثيرة يولّدها اعتقاد واحد.
السبب الثالث:
كي تكون حامدًا شاكرًا، ضدّ أن تكون كفورًا؛ تعلّم عن ربّك لترى آثار تربيته لك.

ما علاقة {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} بباب الأسماء والصفات؟
العلاقة تظهر من وجهين:
الوجه الأول:
لن يصل العبد إلى أن يقول: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلا بعد أن يفهم أنه تعالى {رَبِّ الْعَالَمِينَ}. أنه رباه وربّى جميع الخلق بنعمه، وهو معبوده ليس له معبود سواه، ولكي يفهم العبد ذلك يلزمه أن يتعلم عن صفات ربّه، ولهذا؛ أهل العلم يقولون في قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ % الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "أن ربوبية الله عز وجل مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} كأن سائلاً يسأل: ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؟ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟
قال تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}"[10] ، فهو سبحانه يربي عباده برحمته الواسعة الواصلة، وسعت كل شيء، ووصلت لكلّ أحد.

الوجه الثاني:
الحمد عبارة عن: الثناء على الله بكمال الصفات وجميل الإنعام، فالله عزّ وجلّ يعامل عباده بعدله أو فضله.
فيحمده أهلُ الجنة على أنْ عاملهم بفضله، ويحمده أهلُ النار على أن عاملهم بعدله، ولهذا قال تعالى في سورة سبأ: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ}[11].
قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في هذه الآية: "حتى أهل العقاب ما دخلوا النار, إلا وقلوبهم ممتلئة من حمده, وأن هذا من جراء أعمالهم, وأنه عادل في حكمه بعقابهم"[12].

منهج اللقاء:
المرور على غالب مفاهيم أسماء الله تعالى الواردة في أواخر سورة الحشر، والبداءة بالأسماء التي لا يظهر معناها بمجرد سماعها، ومن هذه الأسماء:

اسم (المؤمن).
وجه عدم ظهور معنى اسم (المؤمن):
أن اسم (المؤمن) صفة لأهل الإيمان، فكأن ذلك سوف يشكل على الناس، ما معنى أن يوصف العبد بأنه مؤمن؟ وما معنى أن يوصف الربّ بأنه مؤمن؟
المعنى اللغوي لاسم (المؤمن):
له معنيان:
1)          التصديق، كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}[13], أي: ما أنت بمصدّق لنا.
2)          الأمان الذي هو ضد الإخافة, كما في قوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[14].
ورود هذا الاسم في النصوص:
ذُكر مرة واحدة في سورة الحشر، قال تعالى: { السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}[15]
مقارنة بين كلمة (المؤمن) مضافة للناس، وبين كونها وصفًا لله تعالى:
(الناتج من هذه المقارنة: الفهم الدقيق لمعنى اسم (المؤمن)
أولاً – معنى (المؤمن) في حق الناس:
أي: مصدِّق وزيادة.  ليس مجرد التصديق، بل يصدق ويعمل أيضًا، فمجرد التصديق لا يكفي في الإيمان.
ملحوظة:
الكلمات التي ترد في اللغة وتخصّها الشريعةُ بزيادة؛ في الغالب يُترك استعمال المعنى اللغوي، ويصبح الاستعمال الشرعي هو الأصل.
مثال على ذلك:
الكلمة
معناها في اللغة
معناها في الشرع
الحج
القصد
قصد بيت الله الحرام
الصلاة
الدعاء
أقوال وأفعال مخصوصة تُبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم
الإيمان
التصديق
التصديق وزيادة. فهو اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح
ثانيًا- معنى (المؤمن) في حق الله -عزّ وجلّ-:
أسلوبنا في الأسماء التي وردت في أواخر سور الحشر على خطوتين:
1-                     فهم معنى الاسم، ووصوله إلى الذهن.
2-                     تفاعل المعنى في داخل القلب.
فالخطوة الأولى- من جهة الفهم:
له معنيان:
أحدهما: المؤمن هو المصدِّق، وفي دعاء سيّد الاستغفار: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ))[16]
ما معنى قوله: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ))؟
أي: أنا على عهدِ الله الذي عاهدتُه في سورة الفاتحة، قال تعالى:  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[17] .
أو: العهد الذي أخذه الله على الناس وهم كأمثال الذرّ، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}[18]
وليس هذا هو موطن الشاهد من الدعاء، بل موطن الشاهد قوله ((وَوَعْدِكَ)).
ما معنى ((وَوَعْدِكَ))؟
أي: أنا مصدِّق مؤمن بوعد الله منتظر له، معتقد أن الله -عزّ وجلّ- صادق في وعده، محقق لوعده.

ما علاقة تصديق وعد الله باسم (المؤمن)؟
وذلك أن العبد يؤمن بأن الله مؤمن، أي: مصدِّق وعده، لابد أن يحصل ما وعد به، كما قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[19].
ما علاقة دعاء سيد الاستغفار الذي فيه ((ووعدك ما استطعت)) باسم (المؤمن)؟
((وَوَعْدِكَ)) أي: أنا على إيماني ويقيني بأنك مؤمن.

كيف أحقق إيماني باسم الله (المؤمن)؟
يتحقق الإيمان باسم الله (المؤمن) على مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة عامة: وهي الإيمان العام
وهو الذي ورد في سورة الروم {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} فهذا الإيمان العام يخرج به العبد من حال أكثر الناس.
ما هو حال أكثر الناس؟
لا يعلمون أن وعد الله حقّ، علمهم بالوعد موجود، لكن لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده، لا يوقنون بذلك.
كما قال تعالى في وصف الكفار في سورة البقرة: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}[20] قال الشيخ السعدي رحمه الله: "أي: طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان, ولا ينفذ فيها، فلا يعون ما ينفعهم, ولا يسمعون ما يفيدهم"[21] أي: يسمعون ويدخل، ولكنه غير موجود.
باختصار: أن كل الوصوفات:
من جهة المعلوم: قد يكون موجودًا.
 لكن من جهة العلم اليقيني: فلا يوجد.
فالعقل عقلان:
1-    عقل الإدارك ß دخول المعلومة
2-    عقل الرشد ß الانتفاع بها
ما سبب عدم يقينهم بوعد الله؟
1-    لأن تفكيرهم أن كل النتائج الموعودة لا بدّ أن يروها بأعينهم، وفي وقت سريع.
2-    ولأنهم لا يعلمون صفات الربّ العلم اليقيني.
3-    ولأنهم يرسمون لأنفسهم صورة معينة لتحقيق الوعد.
مثال على ذلك:
قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[22] هذا وعد من الله أن يكون مع العبد الصابر.
ما صورة عدم اليقين بهذا الوعد؟
أن يكون العبد يريد أن يصبر، وفي الوقت نفسه يريد أن يظهر له أن الله معه، مع أنه لا يوجد عنده مفهوم واضح لمعنى المعية، فقد يرى البعض أن معنى أن الله معه: أنه لا يشعر بآلام، ويفسرها البعض: أنه يُسدَّد، ويفسرها البعض: أنه تُفرج كربته، فالعباد أنفسهم لا يوجد عندهم مفهوم واضح لمعنى المعية، فإذا لم يتحقق للعبد الصورة التي رسمها في ذهنه؛ ضعف يقينُه بوعد الله.

المرحلة الثانية مرحلة خاصة: وهي الإيمان التفصيلي
وهو على قسمين :
القسم الأول: العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود, إذا لم يأت بالشروط؛ لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
القسم الثاني: العلم بمعنى تحقيق الوعد الذي جاء به النصّ.
نبتدئ بالقسم الأول وهو: العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود, إذا لم يأت بالشروط لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
حال الناس: أنهم عندما يجدون وعدًا في النصوص، يظنون أن ذلك الوعد يتحقق مباشرة لكل شخص يأتي بالصفة، ولا يعلمون أن المسالة لها شروط في الموعود نفسه، وهذه مشكلة على مستوى الأمة، أن الشخص يمسك بطرف من الدليل ويترك الطرف الآخر.
مثال:
-             شخص يتصدق، هل نقول أنه تتحقق له الأجور المترتبة على الصدقة لأنه لا يوجد دليل يشترط أن يكون المتصدق مؤمنًا؟!
-             جاء وصف السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربّهم يتوكلون، فإذا وُجد عبد يقول: أنا لا أسترقي ولا أكتوي ولا أتطير وعلى ربي أتوكل، ثم نجده مع هذا لا يصلي؛ فهل يتحقق له الوعد؟!
النتيجة:
إيماني باسم (المؤمن) يجعلني أحرّر صفات الموعود، وأنظر في شروطه، وضدّ ذلك: أن لا يحرِّر العبد صفات الموعود ولا ينظر في شروطه، وينتظر تحقق وعد الله مباشرة، فهذا خلل في الإيمان باسم (المؤمن).

ما هي خطوات تحرير صفات الموعود؟
1-    تدوين كل النصوص التي ورد فيها الوعد الذي يرجوه العبد.
2-    التأمل والنظر فيها، وعرض النفس عليها.
3-    العمل بها والبحث عنها داخل القلب.
ثم ينتظر الوعد بعد ذلك.
مثال: قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[23] هل كل مَن ذَكَرَ سيذكره الله وإن كان قلبُه لاهيًا؟!
إذن المسألة تحتاج إلى تحرير.

مسألة:
شخص لم يأت بشروط الموعود، ومع ذلك تحقق له الوعد؛ بماذا نفسر ذلك؟
نقول: قد يتحقق للشخص الوعد وإن لم يأت بشروط الموعود، لكن تفسير ذلك: أن هذا الشخص له عمل قلبي، وله عمل جارحي، فإذا كان قلبه متحرقًا مشتعلاً ليس بلاهٍ، وعمله الجارحي ناقصًا؛ فإن الله يعامله بفضله، فيغفر له نقص عمله، ويشكر له قليل العمل، فيعطيه وعده.
لكن قد يغترّ العبد ويتصور أنه هو الصالح للوعد، فيأتي في المرة القادمة ويقوم بالعمل على ضعف كما المرة السابقة، لكن ليس بالقلب نفسِه، فبدلاً من أن ينتفع من المرة الأولى ويقول: أن الله عزّ وجلّ غفر لي ذنبي وشكر لي قليل العمل وأعطاني؛ يتصور أنه أهل للوعد ويُقبِل على العمل مع ضعفه، فيتخلف الوعد، لأن الله عزّ وجلّ لا يعامل العباد إلا بما قام في قلوبهم، فيقول هذا العبد: لماذا أعطاني المرة الأولى وهذه المرة لم يعطني مع أني قمت بنفس العمل؟!
لذلك؛ عندما تجد - يا أيها العبد - وعودَ الله قد تخلّفت في الدنيا؛ فلا يأتي في خاطرك ولا بمقدار الثانية أن الله عزّ وجلّ يمكن أن يُخلف وعده، فهذه الخواطر لو مرّت بهذا المقدار معنى ذلك أنك لم تؤمن باسم الله (المؤمن) أي: الإيمان التفصيلي.

مثال:
من صلّى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله
من قرأ آية الكرسي قبل النوم كان له حرز له من الشيطان
هذه الوعود ليس كل من قام بها كان أهلاً للموعود، فقد يقرأ الشخص آية الكرسي ويجد في نومه أحلامًا سيئة لأنه قرأها وهو لا يعلم ماذا يقول، فليس هذا مثل شخص قرأها وهو يتأمل معناها، يتأمل أن الله وحده الذي يستحق العبادة، يتأمل أن الله هو الحيّ القيوم.
قد يقول الشخص: قرأتها في الأيام الماضية على ضعف ومع ذلك فإن الله حماني، نقول: عندما كان قلبك محترقًا عاملك الله باسم الغفور الشكور، فلما ظننت أن النتيجة واحدة سواء بجمع القلب أو لا؛ أتتك العقوبة.

القسم الثاني: العلم بمعنى تحقيق الوعد الذي جاء به النصّ
مثال:
في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[24]
ما معنى أن أؤمن باسم (المؤمن) في هذه الآية؟
أن أعتقد أن الله مع الصابرين، ولا أضع في عقلي صورة معينة، بل لا بد أن تكون صورة المعية هي الصورة الشرعية التي أخبر الله بها، وقد جاء في الحديث: ((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))[25] فهذا معنى المعية؛ أن يكون سمعك الذي تسمع به فلا يقع في سمعك إلا ما ينفعك لاتخاذ القرار، ويكون بصرك الذي تبصر به، فتنظر والناس كلهم يائسون وأنت متأمل بشيء ظاهره أنه لا يأتي لكنه سيأتي لأنك صابر.
ويسددك الله ويثبتك وأنت داخل المشكلة ولا ينخلع قلبك، حتى أنك تجد أمامك المسائل واضحة، بل أحيانًا كثيرة لما تتكلم فكأن أمامك دفترًا تقرأ منه، وذلك لأن الله معك هو الذي يسددك ويعطيك ويؤيدك.
مثال آخر:
معاملة الله لعباده باسم الحليم يفسّره البعض بأن الله -عزّ وجلّ- قبل توبته.
فمِن العباد مَن إذا أذنب، وتاب، ووجد أن الله عزّ وجلّ لم يعاقبه؛ يتصور أن الله قَبِل توبته, والحقيقة أن الله عزّ وجلّ حلم عليه، ولم يعاجله بالعقوبة, وذلك أنه لم يتب توبة صادقة - بمعنى أنه قلبه لم يكن حاضرًا حال توبته، لم يكن نادمًا، بحيث إذا أتته فرصة؛ سيقع منه الذنب نفسه -  فلم يتحقق له الوعد أن يُدفع عنه أثرُ ذنبه, لكن لأنه كان خائفًا ألا تُقبل توبته ولأنه كان في قلبه حرارة؛ عامله الله باسم الغفور الشكور، عامله باسم الحليم؛ كي يرجع ويكرِّر توبته، لكنه فسّر حِلمَ الله بقبول الله لتوبته، فلمّا أتته العقوبة بعد فترة من الزمن؛ قال: أنا قد تبت، فكيف أعاقب بعد توبتي؟!
نقول له: لا، فإنه ينقصك الإيمان بالوعد من جهتين:
الأولى: أنك لم تكن أهلاً لتحقيق الوعد
فليس كل من تاب؛ تاب الله عليه، لكن التائب عليه أن يحرِّر توبته، عليه أن يكون جامعًا لقلبه, باذلاً الجهد، قد وصل لمرحلة كراهية الذنب، وكراهية الوقوع فيه, والاشمئزاز منه, والإحساس بالرهبة والخوف أن يعود للذنب, ((وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))[26]، هذه المشاعر الملتهبة تدل على صدق التوبة، فإذا تحققت هذه الشروط كان صاحبها أهلاً لتحقيق الوعد.
الثانية: أنك لم تفهم معنى أن يتوب الله عليك، فليس معنى توبة الله عليك أنك لن تجد أثرًا لذنبك, ليس معناه أنه لن تنزل عليك العقوبة, ليست هذه علامة على قبول الله للتوبة, هذه فقط واحدة من العلامات, لكن لابد أن تأتي بعلامات أخرى, منها احتراق القلب لحظة ذكر الذنب, عدم تمنيه, كراهيته, كل هذا يجب أن يكون موجودًا كي تصبح تائبًا عن الذنب.
مثال آخر:
عن أبي برزة الأسلمي قال: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأَخَرَةٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ الْمَجْلِسِ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى.
فَقَالَ: ((كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ)) [27].

ما هي صورة هذا الوعد؟ ولمن تتحقّق؟
صورة الوعد: أن الله يدفع عن العبد أثر الذنب الذي ارتكبه، وهذا لا يتحقق إلا لمن قامت في قلبه الأسباب المحققة للوعد.

مثال:
شخص يغتاب أحدًا أو يسيء الظّنّ به، ثم تمضي عليه سنين ويحلم الله عليه لعلّه يتوب، ثم يصبح هذا الشخص في نفس موقف الذي تكلم فيه، نفس الكلام يُقال عليه، مع أنه في المرة الماضية ذكر كفارة المجلس ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ))
فهذا يُفسَّر بأن الشخص لم يتب على الحقيقة، لذلك وقعت عليه العقوبة تربية من الله عزّ وجلّ له لكي يتوب.

مثال في الوعيد:
شخص مؤمن بوعيد الله سبحانه وتعالى, عندما يقول الله عز وجل أنه سوف يفعل كذا لمن فعل كذا؛ فإنه إلا وسيحصل، كما في آية سورة محمد - هذه يجب أن نخاف منها كما ينبغي -: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[28], أي: سيخرجها الله -عزّ وجلّ- إلا ولابد، سيخرجها في أمرين:
1)               في وجوههم، وسيماهم.
2)               وفي لحن القول.      
كما ورد في الآية, { فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[29]
 هذا الوعيد ما معناه؟
معناه أن كلما انطوى قلبك على طوية فاسدة باطلة؛ فإنها ستَخرجُ في كلامك, أو في لحن القول, والعكس بالعكس, كلما انطوى قلبك على طوية صالحة, وسريرة طيبة, سيظهر هذا حتى ولو لم تتكلم به، فسيظهر حتى في عينيك أنك صاحب سريرة صحيحة.
ولهذا؛ نحن في أحيان كثيرة نقع في الخطأ أثناء الكلام, ثم نقول: مع أني حسبتُ حسابي مائة مرة كي لا أخطئ!

مثال: شخص يسأل شيخًا عن مسألة في المعاملات، ولم تعجبه الفتوى، فيقول له في وجهه: ألا يوجد شيخ غيرك؟! هذه الكلمة تدل على أنه يبحث عن مفتٍ على هواه.
كيف تحقق وعيد الله عزّ وجلّ عليه؟ فضحه الله بأن قال هذه الكلمة (ألا يوجد شيخ غيرك؟!) لأنه كان يمكنه ألاّ يقول شيئًا, ويتركه ويبحث عن غيره, ويسأل كما يريد وينتهي الأمر, لكن الله تعالى لا يتركه, بل يظهر سريرته بحيث ينكشف حتى لنفسه.

مثال آخر:
أحيانًا كثيرة نجد أن الإنسان بالرغم من أنه يدبّر لنفسه, ويرتّب لنفسه، ويقول: لن أكلم فلانًا وجهًا لوجه بل بالهاتف كي أرتب كلامي, فيكلمه بالهاتف ويخرج الأول والآخر, ويخرج ما لم يتصوّره من الكلام, وتنفتح عليه مواضيع لم يكن يتصوّرها.
والعكس بالعكس, أحيانًا الله عزّ وجلّ يريد أن يُصفّي القلوب من دخنٍ فيها, فتجد الناس متآخين ليس بينهم شيء, وفجأة من نقطة ينفجر الموقف, يأتي الشخص بكلام ليس له معنى, وينفجر الموقف، وينزل كل شيء حتى لا يبقى في القلب شيء.
 الله -عزّ وجلّ- هو الكفيل بعباده, فهناك معنى سلبي, ومعنى إيجابي في المسألة, فالمعنى الإيجابي: أن هذه نعمة من الله، أن الله تعالى عندما يريد أن يُصفّي القلوب تأتي المواقف وينزل كل شيء وينتهي الموضوع، لكن المعنى السلبي هو الذي يُخوّفك: وهو أنه مهما بذلت جهودك, ووضعت جدرانًا كي لا يكتشف أحد سريرتك الباطلة؛ فإن الله سيظهرها، الله عزّ وجلّ الذي يملك قلبك هو الذي سيظهر هذه السريرة {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[30], {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[31], سيخرّجها, سيظهرها, سوف يتكلّمون, تعرفهم {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[32].
والوعيد هذا ينطبق على كل شخص في قلبه دسيسة، إلا الشخص الذي يدافع هذه الدسيسة, ويبغضها, ويبكي, ويتمنى ألاّ تكون في قلبه, فإن الله عز ّوجلّ لا يخيّبه, لا يخذله, فعلى قدر ألمه, وخوفه, وحزنه من هذه الدسيسة؛ يستر الله عليه, ويدفع الناسَ عنه, بل يُفْهِم الناسَ عنه عكسَ ما هو موجود في قلبه, ويرفعه الله، بالرغم من أن في قلبه دسيسة, لأنه يحاربها, لأنه لا يريدها, لأنه يكرهها, لأنه يبغضها. ليس من كان قلبه مريضًا مبتلى ويدافع, مثل الذي يستسلم, {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[33]، ولهذا أحيانًا يجد الإنسان أحدًا يقول له: ما شاء الله! لم أرَ أحدًا قلبًه صافٍ مثلك, وهو يعلم من نفسه أنه مليء, لكن الله ستر عليه, ورفع ذكره بين الناس؛ لأنه صادق في المجاهدة، لكن ينكشف هذا الستر ويذهب عندما يستسلم العبد لقلبه, ولا يجاهد.

مثال آخر:
شخص يكتب كتابًا, ويراجعه مرارًا؛ حتى لا يفهم أحد ما بين السطور, ومع ذلك إلاّ ويخطئ خطأً يتبيّن من خلاله ما بين السطور, إلاّ ويقول إشارة يخرج الله بها أضغانه.
 أو يكون مستورًا ويدّعي الدين, ويكون فِكْرُهُ - مثلاً - مؤمْركًا أو مغرّبًا أو مشرّقًا، ويمسك الدين ويتكلّم فيه ويتكلم, والناس يغترّون ويغترّون, لكن ما دام أنه كاذب؛ فلن يموت إلاّ عندما يُفضح.

فائدة: لننتبه من إطلاق الإعجاب بالأحياء, فلا نأمن الفتنة على الأحياء، ولا نطلق الإعجاب بهم، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "مَن كان مستنًا فليستنَّ بمن قد مات؛ فإن الحيَّ لا تؤمنُ عليه الفتنة"[34]، اللهم حسّن خواتيمنا, فالأعمال بالخوايتم.
مثال: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ}[35] أي: ابتغوا عنده لا عند غيره.
إذا قال شخص: أنا قلتُ: يا ربّ، وتعلقت بالله أن يرزقني، ولم أخرج بنتيجة.
نقول: إنه ينقصك الإيمان التفصيلي بوعد الله، وذلك من جهتين:

1.          الأولى: أنه بما أنك تقول هذا الكلام؛ فأنت لست أهلاً لتحقيق الوعد، فلو كنت واثقًا بربك أنه سيعطيك؛ فسيعطيك ولو بعد حين.
2.          الثانية: أنك لم تفهم معنى تحقيق الوعد في الآية.
فليس معنى تحقيق الوعد أن يأتيك الرزق بالصورة المعينة التي رسمتَها في ذهنك، وفي الوقت المعين!، بل معنى تحقيق الوعد: أن يأتيك الرزق في الوقت المناسب، بالدرجة المناسبة، بالطريق المناسب، بعد أن تكون أنت مناسبًا لهذا الوعد.

مثال آخر:
((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ))[36]
يأتي طالب علم وهو مقبلٌ محبٌّ, وكلما جاء يطرق بابًا في العلم لا ينفتح, مع أنه جاءت له وعود كثيرة, تعال ندرّسك, ونعلّمك, ونفتح لك, وعندما يأتي تغلق في وجهه أبواب الطلب, والسبب أنه الآن ليس أهلاً, بمعنى  أن في نفسه شيئًا لابد أن يذهب كي يدخل العلم, فيُمنعُ تربيةً مِن الله له, فالله يربّي عبادَه إلى أن يكونوا أهلاً لهذا الوعد.
مِن جهة أخرى؛ ما معنى تحقيق الوعد هنا؟ ما معنى أن الله يسهل له طريق الجنة؟
((سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)) معنى ذلك: أن سلوكه لطريق الطلب سيكون صعبًا؛ لهذا يُسهّل الله له طريق للجنة, ولذلك؛ كثيرًا ما نقول لطالب العلم: لا تهتم أن تحصّل بقدر ما تهتم أن تبقى سالكًا؛ لأن الأجر مرتّب على السلوك, لا على التحصيل, أهم شيء أن تبقى سالكًا للطريق لا تتركه؛ لأن سلوك الطريق بحدّ ذاته سببٌ للتسهيل, حتى لو لم تحصّل شيئًا. 
الشرط: أن تبقى سالكًا للطريق خليّ الباطن، سالم القلب؛ فيسهل الله لك الطريق ولو بعد حين.


قد يقول قائل: أنا في طريق الطلب منذ زمن ولم أتقدّم, وقد جاء الوعد بأن ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ))؟
نقول: طالما أنك تصبّر نفسك على طريق الطلب,؛ أنت مأجور على هذا الصبر، والله عزّ وجلّ لا يجزي أحدًا كما يجزي الصابرين, فبهذا الصبر يحصل لك تسهيل لدخول الجنة, فليس شرطًا أن يتحقق الوعد بطريق التحصيل, فإن الله عز وجل يُسهّل لك طريقًا إلى الجنة بالطلب لكن بصورة تناسبك, أنت لا تعرفها.

من آثار الإيمان باسم (المؤمن):
الإيمان باسم (المؤمن) حقيقة يقلب التفكير، يجعل الإنسان يفكر بأسلوب مختلف، ويكون أعمق تجاه المسائل، كل شخص يفهم وعود الله كما ينبغي، يعرف أن نقطة البداية والنهاية هي: قلبــــه، والذي حرَّره مكتوبًا؛ فليبحث عنه في قلبه مفقودًا.

انتهى اللقاء .. والحمد لله رب العالمين.





[1] الذاريات: 56
[2] الذاريات: 55
[3] الفاتحة:2
[4] فاطر: 15
[5] الذاريات: 55
[6] البقرة: 1- 2
[7] البقرة: 185
[8] عبد الرحمن السعدي. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ط.- مؤسسة الرسالة: بيروت، ص40
[9] الذاريات: 55
[10] محمد بن عثيمين."تفسير جزء عم".
[11] سبأ:1
[12] عبد الرحمن السعدي. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ط.- مؤسسة الرسالة: بيروت، ص674
[13] يوسف: 17
[14] قريش: 4
[15] الحشر:23
[16] "صحيح البخاري" (كتاب الدعوات/ باب أفضل الاستغفار/ 6306)
[17] الفاتحة:5
[18] الأعراف:172
[19] الروم:6
[20] البقرة: 7
[21] عبد الرحمن السعدي. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ط.- مؤسسة الرسالة: بيروت، ص42
[22] البقرة:153
[23] البقرة: 152
[24] البقرة:153
[25] "صحيح البخاري" (كتاب الرقاق/ باب التواضع/ 6502).
[26]  "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ باب حلاوة الإيمان/ 16)
[27]  رواه أبو داود (كتاب الأدب/ باب في كفارة المجلس/ 4859) وقال الألباني: حسن صحيح
[28] محمد:29
[29] محمد:30
[30] آل عمران: 54
[31] محمد:29
[32] محمد:30
[33] العنكبوت: 69
[34] ابن أبي العزّ الحنفي. شرح العقيدة الطحاوية.
[35] العنكبوت:17
[36] "سنن الترمذي" (كتاب العلم/ باب فضل طلب العلم/ 2646), صححه الألباني.(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.